أنا وَحْش! لماذا تخطر في ذهني أفكار عنيفة عشوائية في الأماكن العامة؟
كل شخص تخطر في ذهنه من لا شيء أفكار غير لائقة ومقلقة. خواطر على صلة بالعنف أو الجنس أو كليهما. يشعر كثير من الناس بالقلق من أن مثل هذه الأفكار تعني أن بهم خطباً ما. ولكن العكس هو الصحيح؛ إنها تعني في الواقع أن عقلك يعمل بصورةٍ طبيعيةٍ.
لا تتعلم أدمغة البشر فقط عن العالم من خلال مراقبة وتجربة وتذكُّر الأشياء التي تحدث لنا. فهي تتكهن وتتوقع وتحاكي الأفعال والنتائج. تطرح أدمغتنا باستمرار أفكاراً حول فرضيات وأسئلة مثل “ماذا لو” فيما يتعلق بقراراتنا وأفعالنا، لمنحنا أفضل فرصة ممكنة للنجاح في كل ما نضطلع به. معظم هذه الأشياء مباشرة وغير مثيرة للاهتمام وسرعان ما تُنسى. إنها أفكار “عادية”. ولكن إذا كان عقلك يحاول التفكير في كل خيار ممكن، فمن المنطقي أن بعض هذه الخيارات ستكون غير سارة، بسبب وجود صفات عنيفة أو جنسية أو غيرها من الصفات الأقل قبولاً.
ولكن هذه هي الطريقة التي يعمل بها الدماغ، إنه جزء مما نحن عليه. لكنه لا ينفذها. يُعتقد أن مثل هذه الأفكار هي طريقة يستخدمها العقل الباطن للتحقق من موضع الحدود. وشعورنا بالذعر والانزعاج من فكرة العنف ذاتها هو جزء مهم من العملية.