أي حواسنا تطورت أولاً؟
آدم كينغ، هدرسفيلد Adam King, Huddersfield
لدينا الكثير من الحواس المختلفة، بما في ذلك الإحساس بالتوازن، والحرارة، والألم، والقدرة على الإحساس بوضع أطرافنا (يسمى “الحس العميق” Proprioception). ولكن إذا أخذنا في الاعتبار الحواس الخمس التقليدية، فإن التذوق هو الأقدم بينها وبفارق كبير. التذوق هو في الحقيقة مجرد القدرة على اكتشاف مواد كيميائية معينة في بيئتك المباشرة، والبكتيريا التي تعيش في المحيط تستشعر العناصر الغذائية القريبة وتسبح نحوها منذ بليوني عام على الأقل. كان البصر، أو على الأقل القدرة على اكتشاف الضوء، اختراعاً بكتيرياً آخر، لكن العيون التي تشكل الصورة الحقيقية لم تتطور إلا مع ظهور الحيوانات متعددة الخلايا قبل نحو 570 مليون سنة. بحلول ذلك الوقت، طوّرت العديد من الكائنات وحيدة الخلية أيضاً القدرة على الإحساس باللمس. عادةً ما تعني الرائحة القدرة على اكتشاف المواد الكيميائية المحمولة في الهواء، لذلك كان على هذه الحاسة أن تنتظر نحو 70 مليون سنة أخرى لحين ظهور أولى الحيوانات البرية.
كان السمع عبر الهواء الحاسة الأخيرة التي حصلنا عليها، لأن الموجات الصوتية ضعيفة مقارنة بالموجات الكهرومغناطيسية كالضوء، وتتطلب هياكل متخصصة لتضخيم الإشارة، خصوصاً الترددات العالية. الآذان التي تعمل بكامل طاقتها لم تتطور إلا قبل 275 مليون سنة. لكن في عام 2015، اقترح باحثون دنماركيون أن الأسماك الرئويةLungfish ربما تكون لديها حاسة سمع بدائية. ربما كانت هذه الأسماك أقدم الفقاريات التي بدأت بغزو اليابسة قبل نحو 375 مليون سنة، مستخدمة زعانفها “للمشي” من بركة ضحلة إلى أخرى. وتقترح الدراسة أنه يمكنها اكتشاف الأصوات منخفضة التردد في الهواء من خلال اهتزازات رأسها، وهذا يمنحها السبق المبكر لما تطور في نهاية المطاف لدى الحيوانات البرية ليصبح الأذن الوسطى وطبلة الأذن. LV