انعدام الوزن يمكن أن يُضعف قدرة رواد الفضاء على التعرف على مشاعر زملائهم في الطاقم
سيؤدي الحبس في علبة صفيح تطير عبر الفضاء مع مجموعة من الغرباء على الأرجح إلى إصابته بالإجهاد. لكن باحثين من جامعة بنسلفانيا University of Pennsylvania وجدوا حالياً أن انعدام الوزن قد يقلل من قدرة رواد الفضاء على التعرف على المشاعر.
على مدى 60 يوماً، جعل الباحثون 24 مشاركاً يستلقون طوال الوقت على سرير مائل بزاوية 6 درجات برؤوسهم نحو الأسفل لمحاكاة الجاذبية الصغرى Microgravity، باستثناء 30 دقيقة في اليوم جرى خلالها تدويرهم على جهاز طرد مركزي ورأسهم في المركز لتقليد الجاذبية الاصطناعية. قيَّم الباحثون أداءهم الإدراكي قبل الاستراحة على السرير وفي أثنائها وبعدها باستخدام اختبارات تقيس الاختلافات في قدرات التوجه المكاني Spatial orientation والذاكرة والمخاطرة والتعرف على المشاعر، صُممت خصيصاً لتحديد أداء رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية ISS.
وجد الباحثون أن السرعة المعرفية للمشاركين انخفضت بمجرد دخولهم في محاكاة الجاذبية الصغرى، لكنها ظلت فيما بعد على حالها خلال الوقت المتبقي من التجربة. ولكنهم صاروا باستمرار أبطأ في التعرف على المشاعر، وكانوا أكثر ميلاً إلى التعرف على تعبيرات الوجه على أنها غاضبة أكثر من كونها سعيدة أو محايدة.
قال البروفيسور ماتياس باسنر Mathias Basner، من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا University of Pennsylvania Perelman School of Medicine: “إن رواد الفضاء في البعثات الفضائية الطويلة، مثلهم مثل المشاركين في بحثنا، سوف يقضون فترات طويلة في الجاذبية الصغرى، محصورين ضمن مساحة صغيرة مع عدد قليل من رواد الفضاء الآخرين… إن قدرة رواد الفضاء على “قراءة” التعبيرات العاطفية بعضهم لبعض بنحو صحيح ستكون ذات أهمية قصوى للعمل بنجاح كفريق ونجاح البعثة. والنتائج التي توصلنا إليها تقترح أن قدرتهم على الاضطلاع بذلك قد تتأثر بمرور الوقت”.
ولكن قد لا يكون التأثير بسبب محاكاة الجاذبية الصغرى، بل قد يكون ذلك بسبب عزلة المشاركين اجتماعياً خلال الفترة التي استغرقها البحث.
قال د. ألكسندر ستان Alexander Stahn، أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة: “لا يمكننا القول ما إذا كانت التأثيرات التي لوحظت خلال اختبار التعرف على المشاعر ناتجة عن محاكاة الجاذبية الصغرى أو الحصر والعزلة اللتين تتطلبهما الدراسة في غرف نوم منفصلة مع تواصل متقطع مع فريق الدراسة… يتعين أن تنظرالدراسات المستقبلية في هذه التأثيرات بصورة منفصلة”.
في المستقبل يخطط الفريق لدراسة ما إذا كان يمكن للتعرض لفترات أطول من الجاذبية الاصطناعية أو لقدر مختلف من الاختلاط الاجتماعي أن يحل هذه المشكلات.