سيارة تويوتا الكهربائية الأولى: تويوتا BZ4X

لا تخشى تويوتا Toyota تجربة أشياء جديدة. فقد شجعت اقتناء السيارات الهجينة مع بريوس Prius، وباعت أول سيارة تجارية تعمل بالهيدروجين مع ميراي Mirai، وهي تعمل حالياً مع وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا JAXA) لوضع أول سيارة مناسبة على سطح القمر، وهي سيارة لن يحتاج سائقها إلى ارتداء بدلة فضاء لقيادتها. لذلك يبدو من الغريب أن الشركة استغرقت وقتاً طويلاً لإطلاق أول سيارة كهربائية، أطلقت عليها اسم BZ4X.

لماذا كل هذا التأخير؟ حسناً، من خلال نظرة خارجية يبدو أن تويوتا كانت تأمل أن تستهوي السياراتُ بطاقة الهيدروجين العملاءَ. ومن السهل معرفة السبب: مع خلية وقود الهيدروجين، لا يوجد قلق بشأن المسافة التي يمكن اجتيازها ويمكن إعادة ملء خزان الوقود إلى حد كبير بالطريقة نفسها التي تفعلها حالياً. للأسف، لم تصل البنية التحتية (محطات التزود بوقود الهيدروجين) في الوقت المناسب لتلائم طموحات تويوتا.

لن تجعل سيارة BZ4X تويوتا تتخلى عن الهيدروجين؛ إنها تسد الفجوة حتى يصير الهيدروجين خياراً أكثر قابلية للتطبيق في المستقبل كما نعتقد. فهل روح تويوتا الريادية حية وبكامل معنوياتها في أول سيارة تعمل بالبطارية فقط؟

الجواب غير حاسم. هذه سيارة كهربائية جيدة، قيادتها ممتعة وتوفر مساحة داخلية واسعة وركوبها سلس. إضافةً إلى ذلك يحتوي طراز الدفع الرباعي (4WD) على بعض التقنيات الذكية لوعورة الطريق لمساعدتك عندما تقود على طرق غير معبدة. سوف تخوض BZ4X في الماء، وتقطع المنحدرات الحادة وتتخطى الأسطح الصخرية بسهولة. كما شهدت المقصورة الداخلية إضافة لمسة نهائية عززت أناقتها، وهي ترقية للمقصورة تفوق ما يمكن أن نحصل عليه عادة في سيارة تويوتا عادية. في الإجمال، تُعبر هذه السيارة عن الجانب العملي الذكي المعقول لشركة تويوتا، لكن ما ينقصها هو روح التجربة الممتعة للشركة. ذاك النوع من التفكير الذي جاء مع i-Road، وهي دراجة كهربائية بثلاث عجلات لطيفة صُممت لتكون وسيلة للحد من الازدحام وتلوث الهواء.

أولاً، فلنبدأ بالاسم: BZ4X. يرمز الجزء الأول إلى ما بعد الصفر Beyond Zero، ويشير الرقم 4 إلى الحجم (من المفترض أنه سيكون هناك BZ3 أو 5 في المستقبل) ويعني الحرف X أنها SUV / كروس أوفر، تماماً مثل أي سيارة كهربائية جديدة أخرى هذه الأيام. هي مصمَّمة جيداً للنواحي الوظيفية، لكنها غير رشيقة.

لحسن الحظ، لا أحد يشتري سيارة بناءً على اسمها، فكيف هو أداؤها على الطريق؟ أخذنا نموذج الدفع الرباعي (يوجد أيضاً نموذج الدفع بالعجلات الأمامية (FWD) وسقناها بضع ساعات في مركز كوبنهاغن المزدحم، ومسافةً قصيرة على طرق وعرة لمعرفة ذلك. في مقعد السائق، عجلة القيادة مدمجة ورياضية. الجمع بين وضعية القيادة العالية والعجلة الصغيرة يعني أنه يمكن أن يحجب لوحة القيادة الرقمية، إذ يتعين أحياناً النظر من فوق عجلة القيادة أو حولها لمعرفة ما يحدث. المحركات التي تبلغ قوتها 215 حصاناً مقسمة بين الطرفين، مما يجعل BZ4X سريعة الاستجابة. وفي الوقت نفسه فإن مركز الثقل المنخفض – بفضل البطاريات المنتشرة عبر أرضية السيارة – يعني أنها رشيقة ومشدودة حول الزوايا. وقيادتها ممتعة كما يمكن أن تكون السيارات الكهربائية الرياضية متعددة الاستخدامات.

المقصورة فسيحة وتتضمن تقنيات مناسبة، مع شاشة لمس مركزية كبيرة ووحدة تحكُّم مضاءة بعناصر تحكُّم. كل شيء متناسب بنمط معقول ومريح، كما يمكن أن نتوقع من تويوتا. وفوق كل شيء فإن الرحلة فيها مدهشة. تتنقل BZ4X فوق طرقات المدينة الممتلئة بالحفر والممرات الريفية من دون أي صعوبة على الرغم من وزن البطاريات وإطاراتها النحيلة ذات المقاومة المتدنية. المقاعد الخلفية كبيرة وواسعة – لن يتمكن الأطفال من أن يركلوا السائق من الخلف – مقارنة بمنافساتها التي تجد أحياناً صعوبة في تركيب البطاريات والحفاظ على اتساع المقصورة الخلفية. الصندوق الخلفي بسعة 412 لتراً وهو ما نتوقع أن نجده في سيارة كهربائية بهذا الحجم، مع مساحة تخزين أدناه لكابلات الشحن.

الرقم المهم جداً، وهو النطاق، ليس مذهلاً. مع 317 ميلاً (510 كم) لطراز FWD و286 ميلاً (460 كم) لطراز 4WD، فهي قريبة من منافساتها. على الرغم من أنه – كما هي الحال مع جميع المركبات الكهربائية – يمكنك في العالم الحقيقي أن تتوقع أقل من ذلك.

على الطرق الوعرة، تُعَد تقنية X-terrain للسيارة إضافةً ممتعة سهلت علينا مهمة اجتياز المسافات التي صُممت للاختبار: فقد أُنشئت بعض المنحدرات شديدة الانحدار بحيث تكون عجلتان فقط على اتصال بالأرض في لحظة معينة. لقد دُعينا أيضاً إلى القيادة عبر بركة صغيرة من المياه لإثبات قدرتها على الخوض في الماء. ليس أيٌّ من السيناريوهين مرجَّحاً بالنسبة إلى معظم سائقي المملكة المتحدة، ولكن من المفيد تجربة أداء بعض سمات تويوتا لجميع التضاريس.

هناك موضع واحد يُلمس فيه مرح العلامة التجارية لشركة تويوتا: جنيحان صغيران يبرزان من الجزء الخلفي من السقف هما عبارة عن رفرافين صغيرين أو “أذني أرنب” مثلما أفصح لي مساعد كبير المهندسين مازحاً. إنهما قطعتان أنيقتان ضمن تصميم سيارة وسيمة، ولكن فيما عدا ذلك فلا شيء يميزها في الشكل الخارجي. تلك اللمسة المرحة هي التي تجعل تويوتا أكثر من مجرد شركة لتصنيع السيارات بأسعار معقولة، وهو ما كانت تحتاج إليه سيارتها الأولى التي تعمل بالبطارية.

ابتداءً من 41,950 جنيهاً استرلينياً

(للموديل الأساسي FWD)

toyota.co.uk