الدكتورة إرين ماكدونالد Erin Macdonald- أحدث المستشارين العلميين لسلسلة ستار تريك STAR TREK- تكشف عن تقنيتها المفضلة في مسلسلات الخيال العلمي، وتوضح من الناحية النظرية كيف يمكن السفر بأسرع من الضوء.
بصفتك مستشارة علمية لعلامة ستار تريك، ما الذي تقومين به؟
يشغل العلم حيزاً كبيراً في ستار تريك، وتتضمن وظيفتي قراءة النصوص، والتحدث مع الكتّاب والمؤلفين، ومنتجي العروض، ومناقشة البناء الدرامي للقصة، ومناقشة نوع التكنولوجيا التي نود استخدامها من حلقة إلى أخرى، أو ما هو الأساس العلمي لحبكة القصة. لكنني أواصل توفير محتوى للمعجبين بالسلسلة. فلدي برامج فيديو على موقع StarTrek.com أشرح فيه كيف يعمل محرك الطيّ Warp drive، ومن المقرر أن أكون ضيفةً ضمن الملتقي على الرحلة البحرية: ستارتريك Star Trek: The Cruise، حيث سأستمر باستخدام ستار تريك لتعليم العلوم، وهو ما يستمتع به محبو المسلسل حقاً!
يبدو وكأن ستار تريك أصبح بشكل عام أكثر سوداوية من قبل، هل تعتقدين أن هذا نتيجة تغير تصورنا للمستقبل؟
تعلمين، هذا أمر يستحق التفكير. أعتقد أن الكثيرين ينظرون إلى ستار تريك على أنها هذا الشيء الباهر والمتألق. لكن إذا عدتِ إلى الحلقات الأولى، ستجدين بعضها سوداويا، لكن المسلسل لا يزال يسبغ إحساس الخيال العلمي المبهر. في ديب سبيس ناين Deep Space Nine أيضاً بناء درامي سوداوي جداً يمتد لعدة مواسم من المسلسل. لذلك، لا أعتقد أن الحلقات الجديدة هي بالضرورة أكثر سوداوية، لكني أعتقد أن أسلوب عرض المؤثرات البصرية يجعلها تبدو أكثر سوداوية. فقد انتقلنا من أن تدور الحلقة حول قصة معينة إلى أن نروى القصة الواحدة على مدار 13-16 حلقة. خذي مثلا حرب زيندي Xindi War، أو حرب دومينيون Dominion War. وإذا أخذتِ كل الحلقات المستقلة، وحولتِها إلى موسم واحد أقصر، فسوف تعطيكِ إحساساً سوداويا. وقد اعتدنا أن تكون لدينا الكثير من حلقات الحشو، وأنا أحب حلقات الحشو! لكن -عموما- هذه ليست الطريقة التي نروي بها القصص هذه الأيام. هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، ظللنا لعقود نعرض مواسم من 24 حلقة. حالياً، بدأنا نتخلص من قصص الحشو ونسرد قصة واحدة خلال فترة زمنية أقصر. منذ أمد وستار تريك يعكس صورة الأجزاء الأكثر سوداوية من المجتمع، بدأ هذا منذ السلسلة الأصلية، لكن تزايد ذلك في ديب سبايس ناين Deep Space Nine وفي إنتربرايز Enterprise. ومن المثير للاهتمام أن نرى كيف تغير السرد القصصي أكثر مما تغيرت أنواع القصص التي تُسْرد.
هل هناك أي تقنية في ستار تريك قد ترغبين فعلاً في رؤيتها تتحقق؟
أوه، محرك الطيّ على رأس القائمة! إذا استطعنا أن ننتقل أسرع من الضوء، فسوف ينفتح الكون بكامله أمامنا. والسفر أسرع من الضوء ضرورة لمعظم الخيال العلمي. في فيلم الاتصال الأول First Contact، كان اختبار زفرام كوكريْن Zefram Cochrane لأول محرك طيّ هو سبب ظهور شعب الفولكان Vulcans وتشجيع البشرية على أن تتحد.
هل تعتقدين أن محرك الالتواء ممكن نظرياً وأننا سنحققه بحلول عام 2063؟
أعتقد أنه ممكن من الناحية النظرية والرياضياتية. والعلم الكامن وراء النظرية، هو في الأساس فكرة أن كوننا هو على شكل ‘صفحة’ من الزمكان. ولا شيء له كتلة، يمكن أن ينتقل على سطح الزمكان أسرع من الضوء، هذه هي نظرية النسبية العامة لآينشتاين. عند الكتلة صفر يمكنك التحليق بانسيابية بسرعة ثابتة، بسرعة الضوء. لكن لا يوجد ما يقول إن الزمكان بحد ذاته لا يمكن أن ينتقل بسرعة أكبر من سرعة الضوء. ومحرك الطيّ هو فكرة تقول إنه يمكنكِ بناء فقاعة من الزمكان حول سفينتك، وهذه الفقاعة تدفعكِ أسرع من الضوء. وما يحدنا هو فقط معرفتنا بالزمكان نفسه. تخيلي كرة بولينغ على منطَّة ترامبولين كتشبيه لكتلة على هذه الصفحة من الزمكان – الزمكان، الترامبولين لدينا، سيكون منحنياً. لذا، يمكنك طيّ الزمكان بكتلة، لكن أيضاً بكمية معادلة من الطاقة – الكثير من الطاقة. السؤال الذي نحتاج إلى الإجابة عنه، هو ما مقدار الطاقة التي ستنقلنا من النقطة “أ” إلى النقطة “ب” – لكن الأساس الرياضياتي في الوقت الحالي غير واضح، لذلك لست متأكدةً من أننا يمكن أن نحقق الهدف في عام 2063، لكنني سأكون أول من يتطوع!
هل وضعك كمستشارة علمية حالياً، أصعب مما كان عليه الأمر في زمن الكابتن كيرك؟
أوه، بالتأكيد. يقول الكتَّاب أحياناً، “لست بحاجة إلى مستشار علمي، لدي الإنترنت”. وأنا لا ألومهم! إن مجيئي كشخص حاصل على الدكتوراه في الفيزياء الفلكية لأكون مستشارةً علمية أمرٌ يصعب تقبله نوعاً ما، لهذا السبب بالتحديد. أعتقد أن الكثير من الكتاب كانت لديهم تجارب سيئة مع المستشارين العلميين، إذ سيظهر المستشار فجأة ليقول “لا، هذا غير ممكن. آسف، لكن العلم يقول هذا غير ممكن!”.
لكنني اتبع هنا منهجاً مختلفاً، فأنا لست هنا لأعترض. أنا هنا لأتبنى نهجاً ارتجالياً وأقول، “حسناً، نعم! تريد أن تكتب قصة مجنونة للسفر عبر الزمن، فلنرَ كيف يمكننا أن نفعل ذلك!” أحرص على أن لا يكتبوا شيئاً ‘خطأ’ في السيناريو. وأنا أحب ذلك. وما يخفف العبء عن الكتّاب هو أن لدي الكثير من المعرفة بالفعل، لكن إذا احتجت إلى البحث عن شيء ما، فأنا أعرف بالضبط أين أبحث. أنا من محبي الخيال العلمي – وكذلك عالمة – لذا، فهي الوظيفة التي كنت أحلم بها.
هل أي من مفاهيم الخيال العلمي في ستارتريك ليس محتملا؟
بقدر ما يرغب الكثير منا في الحصول على تلك الناقلات عن بعد Transporters، خصوصاً عندما يكون علينا قضاء ساعات جالسين في المطارات، فهي حقاً واحدة من تلك الحالات التي تتعارض مع قوانين الفيزياء بسبب مبدأ الشك (اللايقين) الذي وضعه هايزنبرغ Heisenberg Uncertainty Principle. لكي تعمل الناقلات عن بعد، نحتاج إلى تفكيك الجسم إلى معظم مكوناته الأساسية، ثم إعادة بنائه بطريقة أو بأخرى. هذا يعني أنكِ ستحتاجين إلى معرفة مكان معظم جزيئاتك بالضبط، لكن مبدأ هايزنبرغ لا يسمح لك بذلك؛ لا يمكنكِ معرفة مكان الجسيمات دون (تحت) الذرية بالضبط في أي نقطة زمنية.
لكن ما فعلته ستار تريك رائع، وهذه هي الأمور التي أحب أن أعرضها في اجتماعات المؤلفين في المستقبل. لديهم عنصر في الناقلات عن بعد يسمى معوض ارتداد هايزنبرغ Heisenberg Compensator، ولا يقولون عنه أي شيء أكثر من ذلك. لكننا نحن المهووسون بالعلوم، نقول مثلاً: “حسناً، إنهم يعوّضون عن مبدأ هايزنبرغ بطريقة ما”. أحب الخيال العلمي عندما يفعل ذلك. طالما أنهم لا يقولون أي شيء خطأ عندما يحاولون شرحه.