أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تكنولوجيا

كيف يستخدم التعرف المباشر على الوجوه؟

تتعرض قوات الشرطة في جميع أنحاء المملكة المتحدة للهجوم بسبب تجربتها لتقنية التعرف المباشر على الوجوه.

ما هذا؟
يُمكّن التعرف المباشر على الوجوه ( Live facial recognition اختصارا التعرف LFR)، المعروف أيضاً بالتعرف التلقائي على الوجوه، من تحديد هوية الأشخاص في مقطع فيديو يبث في الزمن الحقيقي، باستخدام مجموعة من الصور كمرجع. وعند استخدامها في الأماكن العامة، تفحص الكاميرات بفحص الحشود ويبرز البرنامج أي تطابق بين أفراد الجمهور والأشخاص الموجودين في قاعدة بياناته.

كيف يعمل؟
يُفحص بث الفيديو المباشر بحثاً عن الوجوه، وبعد ذلك يُرسم كل وجه تم عُثر عليه بواسطة برنامج حاسوبي، مع أخذ قياسات لملامح الوجه، مثل المسافة بين العينين وطول خط الفك السفلي، لإنشاء مجموعة فريدة من البيانات البيومترية. وبعد ذلك تُقارن مجموعة البيانات هذه بقاعدة بيانات للأشخاص المراد تحديد هويتهم؛ بالنسبة إلى الشرطة، تحتوي قاعدة البيانات هذه على الأشخاص الذين صدرت بحقهم أوامر ضبط لم تُنفذ. وإذا حكم النظام على الوجه بأنه مُشابه بدرجة كافية لشخص موجود في قاعدة بياناته؛ يتم إبراز هذه المطابقة.

من يستخدمه؟
في المملكة المتحدة قامت كل من شرطة العاصمة لندن (Met) وشرطة ساوث ويلز وشرطة ليسترشاير Leicestershire بتجربة التقنية في الأماكن العامة منذ عام 2015. واخُتبر النظام في مهرجان داونلود Download Festival في عام 2015، ونهائي دوري أبطال أوروبا وكرنفال نوتنغ هيل Notting Hill Carnival في عام 2017، من بين فعاليات أخرى، كما أجرت شرطة العاصمة اختبارها النهائي على التقنية في 14 فبراير 2019. وفي هذه الحالات تتكون قاعدة البيانات من صور لأشخاص مطلوبين من قبل الشرطة أو المحاكم. وإذا عثر النظام على صورة مطابقة؛ فإنه يقدم لرجال الشرطة كلتا الصورتين، حتى يتمكنوا من اتخاذ قرار بشأن توقيف والتحدث إلى الشخص المعني. تُحذف الوجوه غير المتطابقة على الفور، وتُحذف الصور المتطابقة بعد 30 يوماً.
وهناك أنظمة أخرى للتعرف على الوجوه تستخدم بالفعل في المملكة المتحدة. وفي عام 2004 بدأت دول الاتحاد الأوروبي بدمج البيانات البيومترية في جوازات السفر الإلكترونية الجديدة، التي يمكن التعرف عليها بواسطة شعار صغير لكاميرا ذهبية على الغلاف الأمامي، والتي صارت متوفرة في المملكة المتحدة في عام 2006، حيث تحتوي الشريحة المضمنة في الغلاف على كل من المعلومات الشخصية لصاحب الجواز وصورته. وفي العديد من المطارات عبر المملكة المتحدة وأوروبا، تفحصت كاميرات الشرطة في إسيكس وجوه الأشخاص وطابقتها مع قاعدة بيانات كجزء من تجربة أجريت في عام 2019، وكذلك في محطات قطار يوروستار Eurostar في باريس وبروكسل، حيث يمكن للمسافرين إثبات هويتهم من خلال أنظمة التعرف على الوجوه في بوابات جواز السفر الآلي في قاعات الهجرة.
وكذلك أجريت تجارب على برامج التعرف على الوجوه في ثلاثة سجون في محاولة لمكافحة تهريب المخدرات. وشهد سجن هول HMP Hull انخفاضاً بنسبة %40 في عدد الزوار خلال هذا الوقت، ووصف متحدث باسم وزارة العدل هذا بأنه رادع ناجح.
واختُبر نظام شركة أمازون Amazon للتعرف على الوجوه، واسمه ريكوغنيشن Rekognition، من قبل قوات الشرطة في الولايات المتحدة، بما في ذلك قسم شرطة أورلاندو في فلوريدا ومكتب شريف مقاطعة واشنطن في ولاية أوريغون. وفي يوليو أعلن أنه تم التخلي عن النظام في أورلاندو بعد 15 شهراً من التجارب غير الناجحة. وقد استخدم مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ودائرة الهجرة والجمارك (ICE) تلك التقنية أيضاً للتعرف على المهاجرين غير الشرعيين من صور رخص القيادة الخاصة بهم.

هل هو قانوني؟
حاليّاً، لا يوجد قانون في المملكة المتحدة بخصوص تقنية التعرف على الوجوه، على الرغم من أن تجارب الشرطة دعمها وزير الداخلية ساجد جافيد Sajid Javid، فقد صرح لهيئة الإذاعة البريطانية بأنه يتعين وضع تشريع قبل استخدامها على المدى الطويل.
نشرت لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة لمجلس العموم تقريراً في يوليو يدعو إلى وقف جميع تقنيات التعرف على الوجوه حتى تُسن تلك التشريعات. وفي الوقت نفسه حظرت كل من سان فرانسيسكو وأوكلاند في كاليفورنيا، وسومرفيل في ماساتشوستس، استخدام تلك التقنية.

ما مدى فعاليته؟
تشمل القضايا التي أثارها تقرير اللجنة فعالية التقنية. فمثلاً، في نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2017، أبرز نظام التعرف على الوجوه 2470 مطابقة لأفراد متضمنين في قاعدة بيانات الشرطة. لم يكن سوى 173 من هؤلاء صحيحاً، أي بمعدل خطأ نسبته %92. وعندما اختبرت وزارة الداخلية نظام قاعدة البيانات الوطنية للشرطة في عام 2015، وجدوا أن فعالية التقنية نصف فعالية الموظفين البشريين، كما وجدت دراسة أجرتها جامعة إسكس على نظام شرطة العاصمة أنه صحيح في %19 فقط من الحالات.
وكذلك، فأنظمة التعرف على الوجوه قد تكون منحازة. وإذا كانت قاعدة البيانات التي تدرّبها تحتوي في الغالب على صور لأشخاص بيض وذكور؛ فستكون أكثر فاعلية بكثير في تمييز وجوه الذكور البيض. ويكمن الخطر هنا في أنه يُرجح أن يُخطئ النظام في التعرف على النساء وأفراد الأقليات العرقية. وجدت ورقة بحثية نشرها في عام 2019 معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نسبة الخطأ في برنامج أمازون، ريكوغنيشن، كانت %0 في الرجال ذوي البشرة الفاتحة، لكنها ارتفعت إلى أكثر من %30 في النساء ذوات البشرة الداكنة.

هل يمكننا إيقاف جمع بياناتنا البيومترية؟
يقول موقع شرطة العاصمة إن «أي شخص يمكنه رفض المسح؛ إنها ليست جريمة ولا تعتبر «عائقاً» لتجنب إجراء المسح الضوئي». ومع ذلك، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC في مايو أن رجلاً غُرِّم 90 جنيهاً إسترلينيّاً بسبب سلوكه غير المنضبط بعد محاولته تغطية وجهه أثناء تجربة للنظام في إيست لندن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى