لماذا تبدأ التقارير الإخبارية دائماً بالأخبار السيئة؟
ديفيد غريفين، غلوسترشاير David Griffin, Gloucestershire
تستهل معظم وسائل الإعلام الإخبارية نشراتها بأخبار الكوارث والجرائم والجنح. ويعود هذا جزئياً إلى عُرف متبع في وسائل الإعلام – عملاً بالقول المتعارف عليه “أخبار القتل والعنف تتقدم على غيرها” if it bleeds it leads، ويبني العديد من الصحافيين شهرتهم من خلال الكشف عن فضائح مؤسسات او عدم كفاءتها (وهذا ينسجم مع فكرة أن وسائل الإعلام تمثل “السلطة الرابعة” تساعد على مساءلة من هم في موقع السلطة). بالطبع، القصص السلبية مهمة أيضاً بالمعنى العملي لإعلامنا بالمخاطر، مثل الأوبئة العالمية أو الطقس العاصف.
ومع ذلك، يحتمل هذا السؤال تفسيراً آخر: تبحث الغالبية العظمى من القراء عن أخبار المصائب والكوارث. من المحتمل أن يُفسّر ذلك من خلال ما عرَفه علماء النفس منذ فترة طويلة على أنه تحيزنا السلبي Negativity bias – نحن نولي مزيداً من الاهتمام للتجارب السلبية ونتذكرها على نحو أفضل. من المرجح أن نلاحظ الوجوه الغاضبة أكثر من الوجوه السعيدة وسط حشد، والعديد من اللغات لديها مفردات أوسع لوصف المشاعر السلبية من تلك المرحة. ربما تطور هذا التحيز كآلية للبقاء، وهو يؤثر في ذوقنا في الأخبار. تتبع باحثون، في دراسة أجريت عام 2014، في الولايات المتحدة وكندا حركات أعين المتطوعين أثناء تصفحهم موقعاً إخبارياً على الإنترنت، ووجدوا أنه حتى أولئك الذين أعلنوا عن تفضيلهم للقصص الإيجابية أمضوا وقتاً أطول في مسح القصص السلبية. وأظهرت دراسة أخرى بقيادة جامعة ميشيغن أنه في 17 دولة، من نيوزيلندا إلى الصين، أظهر الناس في المتوسط ردود فعل عاطفية أقوى (قيست من خلال موصلية الجلد وتقلب معدل ضربات القلب) على القصص الإخبارية السلبية. لكن هذا لم ينطبق على الجميع، لذلك يقول الباحثون إنه يمكن أن يكون هناك سوق من متتبعي الأخبار الإيجابية أيضاً. CJ