محيطات تمتص الحرارة وثاني أكسيد الكربون
لولا المحيطات، لكانت أزمة المناخ بالفعل أسوأ بكثير. فقد امتص هذا الحجم الهائل من المياه أكثر من %90 من الحرارة من الجو الذي يزداد دفئاً والعديد من بلايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون.
وحسبت دراسة حديثة أنه بين عامي 1994 و2007، امتصت المحيطات نحو ثلث ثاني أكسيد الكربون الناتج من الأنشطة البشرية. ويقول دان لافولي Dan Laffoley من الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة International Union for the Conservation of Nature: (اختصارا: الاتحاد IUCN) «لقد حمتنا المحيطات من الحرارة، حمتنا من ثاني أكسيد الكربون. لولا المحيط؛ لكانت درجات حرارة سطح الأرض أعلى بأكثر من o 30».
ويصف لافولي المحيطات بأنها غطاء يحافظ على الظروف المناسبة للحياة على الأرض. لكن بينما يساعد امتصاصها الهائل للكربون والحرارة على تجنب أزمة المناخ، فإن ذلك يسبب مشكلات أخرى تحت الأمواج. فالمحيطات نفسها ترتفع درجة حرارتها بشكل ملحوظ وتزداد حامضية، ومع ارتفاع درجات الحرارة تفقد المحيطات الأكسجين.
وهذا يحمل أنباء سيِّئة لكل الأحياء البحرية التي ستجد صعوبة في التنفس والبقاء على قيد الحياة. وتجعل الكيمياء المتغيرة للمحيطات الحياة صعبة بشكل خاص بالنسبة إلى الشعاب المرجانية والبطلينوس والعوالق والكائنات الحية الأخرى ذات القواقع أو الهياكل العظمية التي تحتوي على كربونات الكالسيوم، والتي تبدأ بالذوبان مع انخفاض الحمضية pH.