أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئيةتكنولوجيا

مراقبة الصيد الجائر من الفضاء

حتى سنوات قليلة مضت، كان من المستحيل تقريباً تتبع نشاط الصيد غير القانوني في المحيط المفتوح. وما كان يحدث وراء الأفق، كان يبقى وراء الأفق.
ومنذ عام 2016 تراقب المراقبة العالمية للصيد البحري Global Fishing Watch ما يجري في المحيطات من الفضاء. والتعاون بين شركة الإنترنت العملاقة غوغل Google ومجموعة أوسيانا Oceana، للمحافظة على البيئة وخبراء تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية سكاي تروث SkyTruth، يجعل من الصعب جدا على السفن إخفاء ما تفعله.
تعتمد هذه التقنية على أجهزة التتبع التي يجب أن تحملها القوارب الكبيرة لبث مواقعها وسرعتها ومسارها لتجنب الاصطدام بالسفن الأخرى. وقد استخدم فريق المراقبة العالمية للصيد البحري هذه المعلومات المتاحة للجمهور لتعليم خوارزميات الحاسوب الكيفية التي تبدو عليها أنواع الصيد المختلفة. وعلى سبيل المثال، تعمل القوارب التي تصطاد بالخطوط الطويلة Long-lining boats مراراً وتكراراً عبر مسارات مائية ممتدة، في حين يزحف مركب التجريف Trawlers بصورة عشوائية. يحلّل النظام 60 مليون نقطة بيانات كل يوم لتحديد إشارات أنماط صيد الأسماك لأكثر من 65,000 سفينة. بعد ذلك تُنشر أنشطة صيد الأسماك في الوقت الفعلي القريب على خريطة تفاعلية على الإنترنت يمكن لأي شخص الوصول إليها وتنزيلها. وبالفعل، تستخدم الحكومات البيانات لمكافحة الصيد غير القانوني داخل المحميات البحرية، في حين يعمل الباحثون على صياغة استراتيجيات لجعل الصيد القانوني أكثر استدامة.
ويمكن للنظام حتى تحديد سفن الصيد التي تحاول خداع النظام. إذ تكتشف الخوارزميات عندما تستخدم عدة سفن رقم التعريف نفسه، أو عندما يعبث شخص ما بجهاز تحديد الموقع الموجود على متن السفينة ولا يتطابق موقع بث السفينة مع مكان القمر الاصطناعي الذي تَلقَّى البيانات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى