ناقلات عملاقة
بقلم: هايلي بينيت HAYLEY BENNETT
هل تعتقد أن نقل منزل أمر صعب؟ ألقِ نظرة على الآلات العملاقة اللازمة لنقل الصواريخ وتوربينات الرياح وقواعد القطب الجنوبي وحتى مبانٍ بكاملها
محطة هالي البحثية في القارة القطبية الجنوبية HALLEY ANTARCTIC RESEARCH STATION
«الأحمر الكبير» Big Red هو الاسم المحبب لمنطقة المعيشة الرئيسية في محطة أبحاث هالي التابعة للبعثة البريطانية للقارة القطبية الجنوبية
British Antarctic Survey، التي تحتوي على غرفة لتناول الطعام ومطبخ وثلاجة كبيرة واستراحة، وصالة للألعاب الرياضية ومقصف صغير. ويبلغ وزنها فارغة نحو 220 طنّاً. في أوائل عام 2017، عندما تعيّن نقل المحطة بكاملها لمسافة 24 كم شرقاً (نظراً لوجود صدع في جرف برانت الجليدي Brunt Ice Shelf الذي أقيمت عليه)، كانت المحطة واحدا من أكبر العناصر في قائمة النقل. وتطلب تحريكها جرافتين إضافة إلى «ماكينة لتسوية الثلوج» تسمى بيستن بولي PistenBully، واستغرق الأمر نحو خمس ساعات. واستأنف باحثو هالي، بعد عودتهم إلى القاعدة، رصدهم للصدوع الموجودة في الجرف الجليدي، ودراسة التغير المناخي القطبي، والبحث عن الأحجار النيزكية في القارة القطبية الجنوبية.
مهمة نجمية هوائي تلسكوب ألما ALMA TELESCOPE ANTENNA
في صحراء أتاكاما في تشيلى يرصد الفلكيون المجرات القريبة لفهم كيفية تكوّن النجوم. ولكن أبحاثهم لا يمكن أن إتمامها من دون مساعدة من «ألما» ALMA، وهو اختصار مصفوفة تلسكوبات الكبيرة المليمترية/ دون المليمترية الطول الموجي Atacama Large Millimeter/ Submillimeter Array، التي تضم 66 هوائيّاً منفصلاً منتشرة عبر هضبة شاهنانتور Chajnantor، على ارتفاع 5 كم فوق مستوى سطح البحر، مكونة تلسكوباً عملاقاً. ولكن الهوائيات لا تظل في مكانها؛ بل تُنقل باستمرار- بمعدل نحو ثلاث مرات كلَّ أسبوع- للتركيز على الأجرام السماوية المختلفة. ويقول الدكتور نوريكازو ميزونو Norikazu Mizuno، كبير مهندسي مصفوفة التلسكوبات «ألما»: «يطلب الفلكيون ترتيبات التلسكوب المفضلة لديهم استناداً إلى الدقة ومجال الرؤية للأهداف التي يودون رصدها». وفي الصورة أدناه، ينقل الهوائي على متن الناقلة «لور» Lore، وهي واحدة من ناقلتين يبلغ طول كل منهما 20 متراً، وتستخدمان لتغيير مواضع الهوائيات. إنها عملية بطيئة- فعند تحميلها بهذه الطريقة، لا يمكن للناقلة أن تتحرك بسرعة تزيد على 12 كم/ساعة.
عربة ناقلة منصة إطلاق ناسا المحمولة NASA’S MOBILE LAUNCHER
تنفث شاحنة المياه لتقليل الغبار المتطاير أثناء نقل أحدث أبراج الوكالة ناسا لإطلاق الصواريخ إلى منصة الإطلاق 39B في مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا. وتخضع منصة الإطلاق المحمولة البالغ طولها 115 متراً للاختبار حالياً. وخلال العقد المقبل، ستوفر الطاقة والاتصالات والتوصيلات الكهربائية إلى نظام الإطلاق الفضائي (SLS) الذي طال انتظاره من الوكالة ناسا- وهو صاروخ من الجيل التالي سيكون قويّاً بما يكفي لنقل رواد الفضاء إلى المريخ.
العربة الناقلة لبرج الإطلاق هي واحدة من «الناقلتين الزاحفتين» لوكالة ناسا، اللتين تحملان الصواريخ والمركبات الفضائية إلى منصات الإطلاق هنا طوال أكثر من 50 عاماً. وفيما يتوافق مع اسمها، فهي تتحرك بسرعة قصوى تبلغ نحو 1.6 كم / ساعة. وقد عدّلت العربة الزاحفة التي تظهر في الصورة (على الصفحة المقابلة) مؤخراً بحيث يمكنها حمل أكثر من 8,000 طن؛ مما يجعلها قوية بما يكفي لحمل التقنيات الضخمة التي ستنقل البشر بعيدا عن الأرض لمسافات أبعد من أي وقت مضى.
قطار الصواريخ السريع صاروخ سويورز إف جي SOYUZ-FG ROCKET
في ميناء بايكونور الفضائي Baikonur Cosmodrome بكازاخستان، من المألوف أن توضع العملات المعدنية على مسارات القطار خلال نقل صاروخا، حيث يسحقها القطار الذي يعمل بالديزل وهو يزحف إلى وجهته. والمحطة التالية لصاروخ سويورز إف جي Soyuz-FG هي منصة الإطلاق- وهي منصة الإطلاق نفسها التي شهدت انطلاق يوري غاغارين Yuri Gagarin في أول رحلة فضائية مأهولة في عام 1961.
وبعد يومين من التقاط هذه الصورة (أعلاه) في مارس من العام الماضي، نقل الصاروخ رائد فضاء أمريكيّاً وآخر روسيّاً إلى الفضاء، حيث استقلا محطة الفضاء الدولية (اختصارا: المحطة ISS). ومعظم عمليات إطلاق محطة الفضاء الدولية تجري الآن في هذا الميناء الفضائي بعد أن أوقفت الوكالة ناسا برنامج مكوك الفضاء Space Shuttle في عام 2011. وبنت هذا الميناء الفضائي الروسي في البداية وزارة الدفاع السوفييتية في عام 1955 كموقع إطلاق للصواريخ الباليستية. وقد اختير بسبب شبكة السكك الحديدية. واليوم توفر مسارات القطارات القديمة طريقة سهلة لنقل هذه الصواريخ التي يبلغ وزنها 305 أطنان.
عملية نقل هائلة حمام أرتكلو العمومي ARTUKLU HAMAM BATHHOUSE
سيُنقل هذا الحمام العمومي Bathhouse الذي يعود إلى قرون عدة، والبالغ وزنه 1,500 طن (على الصفحة المقابلة) إلى حديقة أثرية خارج مدينة حصن كيفا Hasankeyf التاريخية في تركيا. والهدف من ذلك هو إنقاذه من المياه التي ستغمر حصن كيفا بسبب سد إليسو الكهرومائي Ilisu hydroelectric dam الذي اكتمل إنشاؤه مؤخراً.
ثبّت الحمام في منصة خرسانية فوق مركبة ذات 256 عجلة، واستغرق الأمر أكثر من تسع ساعات لنقله لمسافة 3 كم فقط. ويُعتقد أن الحمام العمومي يعود إلى 650 عاماً على الأقل، وهو ليس النصب التذكاري الوحيد الجاري نقله من المنطقة- فسيُنقل أيضاً قبر زينيل بك Zeynel Bey (وهو ابن أحد زعماء القرن الخامس عشر) ومسجدٌ تَمَّ تفكيكه.
قد يبدو الأمر رائعاً، لكنها كانت خطوة مثيرة للجدل. وتقول البروفيسورة زينب أهونباي Zeynep Ahunbay، وهي مؤرخة معمارية من جامعة إسطنبول التقنية Istanbul Technical University: «تُجتث الآثار المنقولة من جذورها وتنقل إلى موقع لا تنتمي إليه». ويقول ناشطون في حصن كيفا إن نقل الآثار نفذ دون استشارة أفراد المجتمع أو الخبراء حسب الأصول. وفي الوقت الحالي لا يزال ملء السد متوقفاً بسبب نقص المياه في عام 2018.
إنها كالنسيم توربينات الرياح WIND TURBINE
وإذا لم تكن لديك سيارة كبيرة بما يكفي لنقل توربينات الرياح؛ فستصنع لك شويرله Scheuerle واحدة. منذ سبعينات القرن العشرين صنعت هذه الشركة الألمانية «وحدات نقل ذاتية الدفع» (SPMTs) يمكنها حمل أثقل الحمولات في العالم، من السفن إلى الأقمار الاصطناعية. وتجمّع هذه المنصات ذات العجلات معاً من وحدات أصغر، توصّل جنباً إلى جنب أو من طرف إلى طرف، ويتحدد حجمها خصيصاً حسب الوظيفة الجاري تنفيذها. وفي ميناء إيمشافن Eemshaven الهولندي، تُنقل أقسام توربينات الرياح هذه (إلى اليسار) في وضع رأسي؛ مما يعني أنه يمكن استخدام وحدات SPMT أصغر حجما. وتدمج وحدات SPMT المصممة خصيصاً بين أربع وحدات لنشر الحمولة على 12 محوراً متوازياً، يمكن التحكم فيها جميعاً عن بُعد، وبشكل منفصل، من أجل القيادة الدقيقة. ومع ذلك، فمن الناحية النظرية، لا يوجد حد لعدد المحاور التي يمكن استخدامها إذا أردت صنع نسخة ذات حجم فائق منها.