أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
صحة

وفق علماء الأعصاب

اتباع هذا النظام الغذائي (اللذيذ) الذي يحظى بإقبال كبير يمكن أن يزود جسمنا بالعناصر الغذائية الأساسية لإبطاء الشيخوخة الإدراكية مع التقدم في العمر

يُعَد زيت الزيتون مصدراً ممتازاً للأحماض الدهنية المرتبطة بتباطؤ التدهور الإدراكي

يبدو أن بعض الناس يجتازون مرحلة الشيخوخة على نحو أفضل من غيرهم، وتقترح دراسة جديدة أن الأمر يعود على الأرجح إلى نظامهم الغذائي. وتبيِّن الدراسة التي نشرت في مجلة نيْتشر إيْجنغ (التقدم بالعمر) Nature Aging، أن كبار السن الذين تظهر لديهم أمارات الشيخوخة المعرفية Cognitive ageing على نحو بطيء لديهم التركيبة نفسها من العناصر الغذائية في أجسامهم.

إذن، ما الذي يجدر بنا تناوله لنحافظ على شباب أدمغتنا؟ العناصر الغذائية المحددة المرتبطة بإبطاء الشيخوخة هي تلك الموجودة عادة في النظام الغذائي المتبع لدى شعوب البحر المتوسط. يتضمن هذا النظام الغذائي كثيراً من الأطعمة النباتية الموسمية (بما في ذلك الفواكه والخضراوات والمكسرات والبقوليات)، وزيتَ الزيتون، وحصصاً صغيرة ولكن يومية من منتجات الألبان، واستهلاك الأسماك أو الدواجن أسبوعياً، وعدم الإكثار من تناول اللحوم الحمراء.

قال ديفيد فوزور David Vauzour، الأستاذ المشارك في التغذية الجزيئية من جامعة إيست أنغليا University of East Anglia غير المشارك في الدراسة، لمجلة بي بي سي ساينس فوكس BBC Science Focus: ”هذه دراسة مهمة توفر لنا نتائج جديدة تضاف إلى الأدلة المتزايدة على تأثير التغذية في شيخوخة الدماغ“.

لمعرفة كيف يمكن للعناصر الغذائية المحددة أن تساعد عقلك على اجتياز مرحلة التقدم في السن على نحو صحي أفضل، جمع باحثون من جامعة نبراسكا-لينكولن University of Nebraska-Lincoln بين علم الأعصاب وعلوم التغذية.

شارك في الدراسة 100 شخص تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عاماً، وطُلب إليهم الصيام قبل أن يجمع العلماء منهم عينات من بلازما الدم. ومن ثم حلّل الباحثون المؤشرات الحيوية للمغذيات لدى المشاركين. ثم خضع المشاركون لتقييمات معرفية Cognitive assessments وللتصوير بالرنين المغناطيسي MRI scans.

”الأشخاص الذين كان عمر أدمغتهم أصغرَ من المتوقع لديهم عناصر غذائية ممَيَّزة في دمهم“

بعد هذه الاختبارات قسّم العلماءُ الأفرادَ المشاركين إلى مجموعتين: أشخاص يعانون شيخوخة الدماغ المتسارعة، وأشخاص يشيخ دماغهم على نحو أبطأ من المتوقع. ووجد العلماء لدى أفراد المجموعة الثانية – وهم الأشخاص الذين كان عمر أدمغتهم أصغر من المتوقع – صورة مميزة للعناصر الغذائية في دمهم.

وجد الباحثون أن الأدمغة التي تتمتع بصحة أفضل استفادت من مزيج من الأحماض الدهنية ومضادات الأكسدة والكاروتينات (وهي الجزيئات الملونة الموجودة في عديد من الفواكه والخضراوات) والفيتامين E والكولاين Choline (وهي مادة مغذية توجد عادة في أطعمة مثل صفار البيض واللحوم والأسماك والبقوليات).

وقال فوزور: ”إن الجمع بين تصوير الدماغ والعلامات الحيوية Biomarkers استناداً إلى تحليل الدم يوفر تقييماً غير متحيز لصحة الدماغ. وقد تساعد مثل هذه النتائج على تصميم تدخلات غذائية مستهدفة من أجل تحسين وظائف الدماغ مع تقدمنا في السن“.

يرى الباحثون أن هذه النتائج يمكن استخدامها لمحاكاة النظام الغذائي في ”المغذيات ذات الخصائص الدوائية“ Nutraceuticals، وهي علاجات يمكن أن تعمل على تحسين صحة الدماغ مع تقدمنا في العمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى