اكتشاف عنقود من «كواكب الأرض الفائقة» مختبئاً في الغبار
يمكن لمجموعة كبيرة من الكواكب الغريبة التي وجدت مختبئة في منطقة غبارية تتشكل فيها النجوم أن تساعد العلماء على تتبع تاريخ مجموعتنا الشمسية.
لقد نظر الفلكيون إلى الغبار الذي يملأ منطقة لتشكّل النجوم على بعد 450 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الثور Constellation Taurus، باستخدام مرصد مصفوفة تلسكوبات أتاكاما الكبيرة الملّليمترية الطول الموجي Atacama Large Millimeter Array في تشيلي، فرصدوا اثنين وثلاثين نجماً محاطاً بأقراص كوكبية بدئية Protoplanetary discs. وهذه الأقراص، المؤلفة من الغبار والحطام، عادة ما تكون مسطحة ومتجانسة، وتنتشر حول نجمها كالفطيرة. ولكن اثني عشر منها في هذا المسح كانت تحوي فجوات لا يمكن تفسيرها بالكامل إلا بوجود كواكب تتشكل حول النجوم.
وكانت النجوم الجديدة ساطعة جدّاً، بحيث لا يمكننا أن نرى أيّاً من كواكبها مباشرة، لذلك أجرى الباحثون بعض الحسابات لمعرفة حجم هذه الكواكب المحتملة.
وبينما يمكن لقرصين أن يؤويا كواكب تصل إلى حجم المشتري، وهو عملاق غازي، لا يزيد الحجم الأقصى للبقية على عشرين ضعف كتلة الأرض؛ مما يجعلها إما كواكب أرضية فائقة Super-Earths أو كواكب شبيهة بنبتون، اعتماداً على ما إذا كانت بنيتها صخرية أو مؤلفة من الغازات. ومنذ أكثر من 4.5 بليون سنة، كانت مجموعتنا الشمسية عبارة عن قرص من الغبار الملتف حول الشمس. ويستخدم الفلكيون مشاهدات النُّظم الشمسية الأخرى لاختبار نظرياتهم حول ما حدث عندما تشكّل نجمنا وكواكبه.
وتدعم هذه النتيجة أيضاً شكوك الفلكيين في أن كواكب الأرض الفائقة والكواكب الشبيهة بنبتون هي النوع السائد خارج مجموعتنا الشمسية. وقال فنغ لونغ Feng Long، مؤلف البحث وطالب الدكتوراه في جامعة بكين Peking University الصينية: «هذا أمر رائع لأنها المرة الأولى التي تكون فيها إحصائيات الكواكب الخارجية Exoplanet، التي تشير إلى أن كواكب الأرض الفائقة والكواكب الشبيهة بنبتون هي أكثر أنواع الكواكب شيوعاً، متوافقة مع مشاهدات أقراص الكواكب البدئية».