أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
س&ج

الإجابة عن أسئلتكم

ما عملُ الظل؟ وهل يمكن أن يُساعد تقبُّل جوانب شخصيتنا المتوارية في الظل على تعزيز صحتنا العقلية؟

لينا ماكبرايد، نوريتش Lina McBride, Norwich

تصفح وسم (هاشتاغ) Hashtag ”الصحة العقلية“ Mental health على تطبيق تيك توك TikTok وستجد وفرة من مقاطع الفيديو حول ”عمل الظل“ Shadow work. لقد اجتذبت مجتمعة أكثر من بليون مشاهَدة وساعدت على بيع أكثر من مليون نسخة من دليل عمل الظل (ذا شادو وورك جورنال) The Shadow Work Journal بقلم كيلا شاهين Keila Shaheen، الموظفة السابقة لدى تيك توك.

قد يبدو الأمر غامضاً، لكن الاهتمام بعمل الظل هو في الواقع نظرة حديثة لفكرة طرحها لأول مرة الطبيب النفسي السويسري كارل يونغ Carl Jung في منتصف القرن العشرين تقريباً. كان يونغ صديقاً لسيغموند فرويد Sigmund Freud ومعاوناً له. ومثل فرويد، كان يؤمن بالأهمية العميقة للاوعي Unconscious في السيكولوجيا البشرية.

من أفكار يونغ حول اللاوعي أن لكل منا جميعاً ”ظلّاً“ Shadow self، وهو الجزء من أنفسنا المطبوع بصفات نخافها ونستاء منها. لقد استُخدم مصطلح ”الظل“ ليعكس حقيقة أن هذا الجانب من أنفسنا موجود دائماً، ولا يمكننا الهروب منه، وليصور الطريقة التي نراه بها وهي معتمة وغير مرغوب فيها. كان يونغ يعتقد أن الظل يمكن أن يظهر عندما ندلي بملاحظة من دون تفكير أو نتصرف باندفاع، وأن ذلك يظهر في الأحلام أيضاً.

”الهدف من البحث عن الظل هو أن تتعرف على نفسك بنحو أفضل“

في الأساس، الهدف من العمل على الظل هو التعرُّف على ظل الذات بنحو أفضل، والتعلم منه ودمجه في شخصيتك. الأساس المنطقي لفعل ذلك هو أن ظلك جزء حقيقي منك، لذا من خلال الاعتراف به ومعالجة هذا الجانب من نفسك، ستشعر بمزيد من الأصالة والكمال.

إضافةً إلى ذلك جادل يونغ بأن الظل يمكن أن تكون له جوانب قيِّمة، مثل القوة الفطرية والبصيرة، والتي قد تستحق التعبير عنها، مثلاً، كوسيلة لتعزيز الإبداع، وفهم الذات، والمرونة (القدرة على التحمل).

ويُبحث عن الظل عادة بتمارين الاستكشاف العميق للذات والمشاعر والمصممة لمساعدتك على التواصل مع ظلك. في دليل العمل على الظل مثلاً، توصي شاهين بقضاء بعض الوقت في مكان هادئ خافت الإضاءة، والاستماع إلى ظلك والتفكير في الكلمات التي تتبادر إلى ذهنك عندما تستمع إلى صوتك الداخلي.

 هناك أيضاً عديد من تمارين التخيُّل في البحث عن الظل. يتضمن أحدها تخيل بابين، أحدهما يؤدي إلى ذاتك المثالية والآخر يؤدي إلى ظل الذات، ثم يُطلب إليك أن تتخيل نفسك تسير عبر كل باب وكيف ستشعر. يقترح المعالجون الآخرون إنشاء أعمال فنية عفوياً لاستكشاف الجوانب الظلية من الذات أو الاحتفاظ بمفكرة للأحلام.

رحب بعض المحللين النفسيين ممن يتبعون منهج يونغ بالاهتمام الجديد بمجالهم، وبفكرة أن يحاول الأفراد استكشاف أنفسهم والتفكير بعمق في مشاعرهم. ويخشى آخرون من أن الطريقة التي يُناقش بها مفهوم الظل على وسائل التواصل الاجتماعي غالباً ما تكون سطحية وتفشل في فهم عمق علم النفس اليونغي الحقيقي. مصدر قلق آخر هو أنه لدى الأشخاص الذين لديهم ماضٍ مؤلم، يمكن أن تثير التمارين التأملية مشاعر صعبة من الأفضل مواجهتها في مساحة علاجية آمنة.

من جانبهم، يرى علماء النفس ذوو التوجهات العلمية مشكلة مرتبطة بنظريات يونغ (كما هي الحال مع نظريات فرويد)، وهي أنها تفتقر إلى دعم التجارب العلمية، بل ويمكن أن تتضمن خطر إلحاق الأذى النفسي. وهم يجادلون مثلاً بأن إخبار شخص ما بأن أفكاره المؤلمة والمتطفلة هي بطريقة أو بأخرى جزء منه، قد يلحق به الضرر أكثر مما ينفعه. CJ


كاترين فيلبس، وينشستر Catrin Phelps, Winchester

هل يمكن للثقب الأسود أن يموت يوماً ما؟

نعم، يمكن للثقوب السوداء أن تموت، ولكن بطريقة بطيئة جداً وعادية.

الفضاء الفارغ ليس فارغاً في الواقع. وعلى الرغم من أنه لا يحتوي على كتلة أو طاقة، فإن ”المجالات الكمّيّة“ Quantum fields التي تحدد الكتلة والطاقة موجودة فيه. هذه المجالات، ولأنه لا يُتوقع منها أن تكون معدومة الطاقة، يمكن أن تنشئ أزواجاً من ”الجسيمات الافتراضية“ Virtual particles تكون عادة زوجاً من جسيم وضديده Particle-antiparticle pair سرعان ما يفني كلٌّ منهما الآخر.

ولكن، وفقاً للتفسير المعتاد، بالقرب من الثقب الأسود من الممكن أن يختفي أحد الجسيمين داخل الثقب الأسود، في حين يهرب الآخر على شكل ”إشعاع هوكينغ“ Hawking radiation. وللحفاظ على الطاقة الإجمالية للثقب الأسود، يجب أن يحمل الجسيم الساقط ”طاقة سلبية“ Negative energy (ومن ثمّ ”كتلة سلبية“ Negative mass)، ويجب أن تكون طاقة الجسيم الهارب طاقة موجبة.

إشعاع هوكينغ هو نتيجة لتأثير الجاذبية على الزمكان Space-time. تخضع المجالات الكمّيّة في الفضاء الفارغ لمبدأ اللايقين (عدم اليقين/الشك) لهايزنبرغ Heisenberg’s Uncertainty Principle، مما يعني أن هناك حداً لليقين الذي يمكننا من خلاله معرفة طاقتها، أو الوقت الذي يمكن من خلاله تخصيص طاقة معينة لها. ونظراً إلى أن مجال الجاذبية Gravitational field يحني الزمكان ويؤثر في مرور الزمن المحلي، فهذا يعني أن مناطق الزمكان ذات انحناءات الجاذبية المختلفة لا يمكنها أن تتوافق على طاقة المجالات الكمّيّة. إن هذا الاختلاف في طاقة الفراغ في مواقع مختلفة في مجال جاذبية الثقب الأسود هو الذي يولِّد ما يُسمى ”الجسيمات الافتراضية“.

إن الطاقة الإيجابية الهاربة من الثقب الأسود تقلل تدريجياً من كتلته وطاقته. لذا فإن الثقوب السوداء التي لا تمتص مواد جديدة سوف تتقلص ببطء وتختفي في النهاية.

ومع ذلك فإن المدى الزمني لحدوث ذلك هائل. مثلاً يستغرق الثقب الأسود الذي تبلغ كتلته كتلة شمسية واحدة ما يقارب 6410 عام ليتبخر، في حين أن عمر الكون لا يتجاوز 1010 عام.


د. هيلين سكيلز
DR. HELEN SCALES
عالمة أحياء بحرية
د. نيش مانك
DR. NISH MANEK
طبيبة عامة وخبيرة طبية
د. هيلين بيلتشر
HELEN PILCHER
عالمة أحياء
د. ألاستر غون
DR. ALASTAIR GUNN
محاضر في الفيزياء الفلكية


د. كريستيان جاريت
DR. CHRISTIAN JARRETT
عالم نفس وأعصاب
البروفيسور
ستيف بروسات
Prof Steve Brusatte
الديناصورات
د. كلير آشر
DR. CLAIRE ASHER
صحافية علمية
بيت لورانس
PETE LAWRENCE
خبير علم الفلك

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى