أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
جيولوجيا

الإشارات الخفية تحت القشرة الأرضية يمكن أن تساعد على التنبؤ بالزلازل

يقول العلماء إنه من خلال التنبؤ الصحيح، يمكننا تتبع الزلازل الكبرى قبل سنوات من حدوثها

يمكن التنبؤ بالزلازل الكبرى قبل أشهر أو حتى سنوات من وقوعها من خلال اكتشاف إشارات زلزالية فريدة، وفقاً لبحث جديد أجراه فريق من العلماء الألمان.

ضرب زلزال بقوة 7.5 درجة مدينة كهرمان مرعش التركية في 11 فبراير 2023 مخلفاً دماراً واسع النطاق وأكثر من 40,000 قتيل

يشير البحث الذي نُشر في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز Nature Communications، إلى أنه من أجل الحصول على أنظمة أكثر دقة للتحذير من الزلازل، نحتاج إلى مزيد من المواقع المحلية والإقليمية لرصد الإشارات تحت الأرض. وينصح أيضاً بأن مراقبة الصدوع الثانوية بعد انفلاق الصدع الأساسي يمكن أن تحسِّن دقة الرصد.

درس الفريق البيانات المتعلقة بزلزال كهرمان مرعش Kahramanmaraş الذي ضرب تركيا في أوائل العام 2023، ووجد أنه كان هناك تسارع في معدلات الأحداث الزلزالية وإطلاق قدر أكبر من الطاقة قبل ثمانية أشهر تقريباً من الزلزال.

اكتشفت هذه الإشارات في تجمعات ضمن نطاق 65 كم (40 ميلاً) من مركز الزلزال. على الرغم من أن التصدع الرئيس حدث على خط صدعي وفي منطقة معروفة بأنها معرضة لخطر الزلازل، رُصدت إشارات قبل الحدث على كل من الصدعين الرئيس والثانوي اللذين لم يوليهما العلماء كثيراً من الاهتمام.

بعض الزلازل الأكبر تسبقها ”مرحلة استعداد“ Preparation phase يمكن خلالها رصد الإشارات. ومع ذلك لاحظ فريق البحث أن مثل هذه المراقبة تنطوي على تحديات، مع وجود عديد من المتغيرات التي يجب مراقبتها في الوقت نفسه.

”الرصد على المدى الطويل أمر بالغ الأهمية لمساعدتنا على تكوين فهمِنا للزلازل والتنبؤ بالأحداث“

في الوقت الحالي من المستحيل التنبؤ على المدى القصير بحجم الزلزال وتوقيته وموقعه. يقول العلماء الذين يقفون وراء هذه الدراسة الجديدة إن المراقبة طويلة المدى أمر بالغ الأهمية لمساعدتنا على تكوين فهمنا للزلازل والتنبؤ بالأحداث المستقبلية.

ومع ذلك لا يتفق الجميع على مدى فائدة هذا العمل. وقال بيل ماكغواير Bill McGuire، أستاذ المخاطر الجيوفيزيائية والمناخية من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس UCL، لمجلة بي بي سي ساينس فوكس: ”على الرغم من أنه أمر مثير للاهتمام من وجهة نظر علمية، يظل من غير المرجَّح أن تجعلنا معرفتُنا بأن زلزالاً كبيراً قد يكون في الطريق خلال أشهر أو سنوات نتقدم على نحو أفضل للاستعداد له“.

وأضاف: ”إن التنبؤ المفيد الوحيد للنشاط الزلزالي المستقبلي هو الذي يحدد بدقة موقع الزلزال المقبل وتوقيته في غضون أسابيع قليلة، وذلك للسماح بالإخلاء… فيما يتعلق بالحد من آثار الزلازل المستقبلية، فإن معرفة أن زلزالاً ما في الطريق خلال أشهر أو سنوات لن يوفر لنا الوقت الذي نحتاج إليه لإعادة تأهيل المباني ضعيفة الإنشاء“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى