أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
مقالات رئيسية

الجريمة والغذاء

تتزايد في السجون حالات الانتحار وإيذاء النفس والاعتداء على الحراس. لكن تشير دراسات إلى أن هناك طريقة غير مكلفة ومنخفضة المخاطر لتحسين سلوك النزلاء وصحتهم النفسية، مما يجعل السجون أكثر أماناً لكل من الموظفين والسجناء

يتميز التقدم العلمي بالانتقال من الخارق للطبيعة إلى ما هو طبيعي، ومما هو غامض إلى ما هو عادي نسبياً. قبل العصر الحديث لعلم النفس وعلم الأعصاب، كان المرض النفسي يُفهَم على أنه دليل على ما هو خارق للطبيعة: تلبُّس الجن، أو غضب الآلهة، أو لعنة. وجرى التعامل مع السلوك غير العادي من خلال الصلاة والتكفير عن الذنب وطرد الأرواح الشريرة. مع نهاية عصر النهضة، عندما بدأت سلطة الكنيسة على الحياة المدنية تضعف، ازداد تقبل مسألة وجود أسباب دنيوية للاضطرابات النفسية أو السلوك غير الاعتيادي. وعلى الرغم من أن علاج الأفراد المصابين بأمراض نفسية في مصحات القرن السادس عشر لا يمكن اعتباره إنسانياً، فإنه افترض، على الأقل، أن أسباب المرض طبيعية أو جسدية، وعولج المرضى عن طريق تطهير الجسم من السموم أو دفعهم إلى التقيؤ.

حالياً يُعَد الغذاء والتغذية من أكثر المؤثرات البسيطة- ولكن العميقة- في الصحة النفسية والسلوك في الأدبيات العلمية الحديثة. وعلى الرغم من أنني لا أقترح أن الغذاء يحمل الإجابة عن جميع أسئلتنا حول العقل والصحة النفسية، فإنني أرى أنه جزء أساسي ولا يُقدَّر حق قدره عموماً في حين أن تأثيراته قد أُثبتت مراراً وتكراراً في بيئة واحدة على وجه الخصوص هي السجون.

توصلت سلسلة من الدراسات إلى أن تحسين غذاء السجناء يقلل من حوادث العنف بنسبة 30% في المتوسط. هذه سلسلة رائعة ومهمة من النتائج التي يجب أن تجعلنا نفكر ملياً في الطعام الذي نختاره لأنفسنا أو نطعمه لأطفالنا أو نقدمه في مؤسساتنا.

الأطفال ليسوا على ما يرام
لقد أثبتت أبحاث أُجرِيَت على مدى عقودٍ العلاقةَ بين الحالة التغذوية وسلوك الطفل. تشكل أحماض أوميغا-3 الدهنية نحو 35% من أغشية خلايا الدماغ، وهي مهمة للخلايا العصبية لإرسال الرسائل واستقبالها. ومن ثم فإن هذه الدهون الغذائية ضرورية في فترة النمو المبكر للدماغ بدءاً من الحمْل وحتى عمر عامين ونصف العام. في الواقع، وفقاً لدراسة نُشرت في مارس 2021 في المجلة الأمريكية للتغذية الإكلينيكية The American Journal Of Clinical Nutrition، يرتبط انخفاض تناول أوميغا-3 في أثناء الحمل بصغر حجم المخ في مرحلة الطفولة. ووجدتْ ورقة بحثية أخرى نُشرت في The Journal Of Pediatricsin في العام 2014 رابطاً بين سوء التغذية المبكر والسلوك لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وست سنوات. ووجدت أن أولئك الذين تناولوا كمية متدنية من الأحماض الدهنية كانوا أكثر ميلاً إلى إظهار سلوكيات مثل الاعتداء الجسدي والتحدي والتخريب. هذه السلوكيات في حد ذاتها هي إشارة يمكن أن تساعد على توقُّع ما إذا كان من المحتمل أن ينخرط الطفل في سلوكٍ معادٍ للمجتمع أو عنيف كمراهق أو بالغ.

مستشفى بيثليم Bethlem Hospital في ثلاثينات القرن الثامن عشر، كما صوره الفنان وليم هوغارث William Hogarth، في وقت كان يُنظر فيه إلى الجنون على أنه نتيجة للرذائل

بالطبع، ليس النظام الغذائي هو العامل الوحيد المساهم في ذلك. إذ كيف يتعلم الطفل أو الشاب الاستجابة للتوتر أو التهديدات هي أيضاً سمة من سمات علاقة الأبوة والأمومة والقدرة اللغوية وأنماط التعلق. فهل يمكننا فصل تأثير التغذية عن هذه السمات الأخرى؟ نعم إلى حد ما. وجد تقييم شمل 4,000 طفل هولندي صغير أن السلوكيات السيئة لدى الأطفال انخفضت عندما تناولت الأمهات حمض الفوليك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. كان التأثير الوقائي لتلك المكملات ذات دلالة إحصائية، حتى بعد ضبط العوامل للأخذ في الاعتبار عمر الأم والمستوى التعليمي والعرق والحالة النفسية.

ولدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD، وجدت تجربة معشاة ذات شواهد معماة تماماً– وهو المعيار الذهبي لتجارب من هذا النوع- أن تناول قرص مركب يحتوي على فيتامينات عدة ومعادن (وأحياناً أوميغا3-) مدة 10 أسابيع قلل بقدر كبير من العدوانية و”الانفعال الحاد والتعارك مع الأطفال الآخرين، [و] نوبات الغضب المتفجرة“.

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط هو اضطراب في النمو العصبي يصيب نحو 5% من الأطفال، ومعظمهم من الصبيان. قد يكون الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غير القادرين على تعديل سلوكهم أكثر عرضة للاستبعاد الدائم من المدرسة بأكثر من 100 مرة، مما يؤدي في حد ذاته إلى زيادة خطر السلوك الإجرامي والسجن.

لذلك يمكن أن يؤثر سوء التغذية في مرحلة الطفولة في نمو الدماغ بطريقة تزيد من احتمال السلوك العنيف والعدواني في فترة لاحقة من العمر. وهذا يعيدنا إلى السجون.

الغذاء
الشرطة تستعد لدخول سجن وينسون غرين خلال أعمال شغب في 2016
الغذاء
صور التقطها سجين في المملكة المتحدة، تُظهر الوجبات المقدمة على العشاء

الغذاء

”يكلِّف الشخص البالغ 5.99 جنيه إسترليني في اليوم للوفاء بتوصيات النظام الغذائي الصحي في المملكة المتحدة. يُنفق وسطياً جنيهان إسترلينيان في اليوم على وجبات السجناء“

طعام السجن
هناك القليل من اللوائح التي تنظم نوعية الطعام في السجن. في المملكة المتحدة، تنص قواعد السجن The Prison Rules، وهي تشريع ينظم إدارة السجون، على أن طعام السجن يجب أن يكون ”صحياً ومغذياً وجيد الإعداد والتقديم ومتنوعاً على نحو معقول وكافياً من حيث الكمية“. في الواقع هذا يخضع لكل التفسيرات، لأن مصطلحات مثل ’صحي‘ و’مغذٍّ‘ ليس لها تعريف إكلينيكي. إضافةً إلى ذلك يوفِّر طعامَ السجون في المملكة المتحدة متعاقدون من القطاع الخاص، مما يعني أن هوامش الربح وعوائد المساهمين هي عوامل مؤثرة في تنوع وجودة الطعام المقدَّم. تقول جمعية التغذية الخيرية The Food Foundation إن التكلفة اليومية للشخص البالغ هي 5.99 جنيه إسترليني لتلبية توصيات النظام الغذائي الصحي: كُل جيداً Eat Well في المملكة المتحدة. ويُنفق ما متوسطه جنيهان إسترلينيان في اليوم على وجبات السجين.

هذا يعني أن الوجبات المتوافرة تحتوي عادة على مواد مُكررة ومُعالجة على نحو عالٍ وذات محتوى غذائي منخفض. تتكون وجبة الإفطار القياسية من 30 غراماً (علبة متنوعة) من حبوب الإفطار؛ وأكياس من القهوة والشاي والسكر؛ وعلبة من الحليب؛ وخبز أبيض وأحياناً أسمر؛ والمربى والمرغرين. أما وجبة الغداء فهي عبارة عن شطيرة (ساندويتش) من الخبز الأبيض تُقدَّم مع رقائق البطاطس والبسكويت وحبة من الفاكهة. وتُظهر الصور التي التقطها سجين ما يُقدَّم على العشاء: سمكاً مقلياً وبطاطس مقلية؛ نقانق وبطاطس محمرة؛ فطيرة باللحم وبطاطس (انظر الصورة أعلاه).

نظراً إلى أنني عملتُ في سجن نسائي كبير في المملكة المتحدة عدداً من السنوات، يمكنني تأكيد أن هذا هو الطعام المقدَّم عادة. يساهم النظام الغذائي الذي يحتوي على مكونات مُكرَّرة ومُعالجة بدرجة عالية مع قليل من المنتجات الطازجة على الأرجح في حدوث نقص في المغذيات الدقيقة التي يُعرَف أنها تعزز بنية الدماغ السليمة ووظيفته الصحية، مثل حمض الفوليك والمغنيسيوم (الموجود في الخضراوات الورقية) ودهون أوميغا3- (الموجودة في الأسماك الزيتية).

قد يفتقر النظام الغذائي في سجون المملكة المتحدة إلى المنتجات الطازجة. يمكن أن تساعد المكملات الغذائية اليومية على زيادة مستويات العناصر الغذائية الأساسية لتحسين الصحة النفسية والسلوك

في أكثر الأحيان يتحول النقاش حول التغذية في السجون إلى مسألة مثيرة للجدل على خلفية جدال فلسفي حول ما إذا كانت وظيفة السجن هي إعادة التأهيل أو العقاب. ولكن سواء اعتقدنا أن الجناة يستحقون طعاماً جيداً أو لا، فإن العلاقة بين تحسين التغذية والسلامة العامة في السجن أقل تعقيداً بكثير. تُظهر أحدث الأرقام الصادرة عن حكومة المملكة المتحدة أن حالات الانتحار في السجن زادت بنسبة 13% مقارنة بالأشهر الاثني عشر السابقة. في الربع الأخير ارتفعت حوادث إيذاء النفس في سجون الرجال بنسبة 8% وبنسبة 47% في سجون النساء. وفي الوقت نفسه ارتفع عدد الاعتداءات على الموظفين بنسبة 14%. والأرقام تتزايد، ويمكن أن توفر التغذية علاجاً سريعاً وقابلاً للتحقيق.

دراسات السجون
يمكن العثور على أدلة علمية على تأثير تحسين التغذية في عنف السجناء فيما أسميه ”دراسات السجون“ Prison Studies. وهي خمس تجارب دولية تناولت التغذية وأُجريت في سجون على مدار الخمسة والعشرين عاماً الماضية. أُعطي النزلاءُ مكملاتٍ من الفيتامينات والمعادن وتلقى بعضهم أوميغا-3 أيضاً. أبلغت كل دراسة عن نتائج متشابهة بنحو ملحوظ سجلت انخفاضاً بنسبة 30% في العنف عندما تحسَّنت تغذية السجناء.

من شأن تحسين التغذية في السجون أن يقلل العنف، مما يجعل الظروف أكثر أماناً لكل من النزلاء والحراس

تُجرَى حالياً تجربة أخرى لتحري دور أوميغا-3 وسلوك السجناء العدواني في أستراليا على أساس هذه الدراسات والأدلة السابقة التي تظهر وجود علاقة بين انخفاض مستوى أوميغا-3 والميل الأكبر إلى السلوك العدواني لدى السجناء الأستراليين.

تكمن فائدة المكملات الغذائية بدلاً من الأطعمة الكاملة في هذه الدراسات في أن المشاركين لا يعرفون إذا كانوا يحصلون على المكملات الغذائية الحقيقية أو على قرص غفل (وهمي). يكاد يكون من المستحيل إجراء هذه الدراسات باستخدام وجبات طعام فعلية؛ يمكننا معرفة ما إذا كنا نأكل تفاحة أو نقانق. كما أن ما هو مهم في هذه الدراسات هو أنها كانت جميعها عشوائية Randomised ومعماة Blinded ومضبوطة بدواء غفل (وهمي) Placebo-controlled. تعتبر هذه المنهجية، التي تهدف إلى تقليل احتمال التحيز في البحث الإكلينيكي، أفضل طريقة لاختبار فعالية علاج ما. وهي في الواقع ”المعيار الذهبي“ لتمييز ما إذا كان دواء أو أي علاج آخر يفعل حقاً ما هو مكتوب على العلبة. أخيراً، لم يُبلَّغ عن أي آثار جانبية لتناول المكملات، مما يجعلها تدخلاً آمناً. ما يشير إليه هذا هو أن التغذية المحسَّنة تعد فرصة منخفضة الكلفة ومنخفضة المخاطر ومتاحة لتخفيض معدلات العنف المتزايدة في سجون المملكة المتحدة. في عصر نشهد فيه مستويات قياسية من إيذاء النفس والانتحار، يمكن أن يعادل هذا إنقاذ أرواح، فضلاً عن جعل السجون أكثر أماناً للعاملين فيها.

ولكن كيف تقارن التغذية المحسَّنة بالعلاجات الأخرى؟ استعرض تحليل تلَوي Meta-analysis حديث تأثير العلاجات النفسية (مثل دورات إدارة الغضب Anger management و”مهارات التفكير“ Thinking skills) لمرتكبي الجرائم العنيفة. تباينت مدة العلاج من 24 ساعة إلى 470 ساعة، وأظهر أنه لم يكن فعالاً في الحد من حوادث العنف في السجن مقارنة بمجموعات التحكم (الضابطة) Control group.

أظهرت دراسة تُعَد قديمة حالياً أن العلاج بالليثيوم قلل من التجاوزات الخطيرة (بما في ذلك التهديدات والعنف الفعلي) في السجن بنحو 40%. ولكن أمكن للمشاركين فيها تخمين ما إذا كانوا يتلقون العلاج أو الدواء الغفل (الوهمي)، مما عرضهم لخطر التحيز، وكان هناك معدل مرتفع للتسرب بسبب الآثار الجانبية للعلاج بالليثيوم التي تضمنت الغثيان والقيء وجفاف الفم والرعشة والتبول المفرط.

وجدت دراسة أولية تضمنت دورة يوغا مدتها 10 أسابيع تحسناً في الأداء السلوكي. ومع ذلك ليس من الواضح ما إذا كان يمكن أن ينطبق هذا على خطر حدوث عنف في العالم الحقيقي. إضافةً إلى ذلك قد يكون الرجال العدوانيون أكثر ميلاً إلى الانقطاع عن دورات التمارين الرياضية، أو إلى أن يُطلب إليهم المغادرة بسبب سوء السلوك.

لذلك يبدو كأن التدخلات التغذوية يمكن أن تؤدي إلى نتائج أفضل من العلاجات الأخرى، مع آثار جانبية أقل.

فضلاً عن خفض العنف، يمكن أن يحقق تحسينُ التغذية في السجن فوائد أخرى. يُعتقَد أن ما يصل إلى 90% من السجناء لديهم حالة صحية نفسية يمكن تشخيصها. في هذا المجال هناك إجماع علمي متزايد على أهمية التغذية الجيدة للصحة النفسية. هنا أيضاً من غير المحتمل أن يحل تحسين الطعام كل هذه المشكلات، لكنه يمكن أن يقلل بنحو ملموس من مستويات التوتر والعبء الواقع على حراس السجون وموظفي الرعاية الصحية.

“تحسين التغذية متاح وسريع المفعول: التحسينات قابلة للقياس في خلال أسابيع وليس سنوات. إنه أيضاً منخفض الكلفة نسبياً”

سيكون من السذاجة القول بأن التغذية غير الكافية كانت السبب الرئيس أو الوحيد للسلوك الإجرامي. تشمل المخاطر المعروفة الأخرى الفقر والحرمان الاجتماعي والإجهاد لدى الأهل واعتلال الصحة النفسية، فضلاً عن معاشرة أشخاص آخرين ينتهكون القانون. ولكن من بين عوامل الخطر المعروفة هذه، فإن تحسين التغذية هو أمر متاح إلى حد كبير وسريع المفعول: التحسينات قابلة للقياس في خلال أسابيع وليس سنوات. كما إنه منخفض الكلفة نسبياً.

تنفق حكومة المملكة المتحدة حالياً أكثر من 44,000 جنيه إسترليني لإيواء سجين واحد مدة عام، بزيادة بنحو 10,000 جنيه إسترليني منذ العام 2015. وبناء على نتائج دراسة عن السجون نشرها د. برنارد غيش Bernard Gesch وزملاؤه في العام 2002، أمرت وزارة الداخلية بإجراء تحليل اقتصادي أظهر أن تزويد السجناء بالمكملات سيكلف نحو 40 جنيهاً إسترلينياً لكل سجين في السنة. كان ذلك في العام 2002، ولكن شعبية المكملات الغذائية حالياً أدت على الأرجح إلى خفض تكاليف إنتاجها. قد يكلف توفير مزيد من المنتجات الطازجة (القابلة للتلف) أكثر من كلفة الأطعمة الحالية عالية المعالجة، ولكن من المحتمل أن تُعوَّض هذه التكاليف من خلال تحقيق تحسُّن في الأمن ودوران الموظفين.

من أجل تحقيق انخفاض محتمل بنسبة 30% في العنف وتحسين الصحة البدنية والنفسية وتخفيض أعمال الشغب وتحسين استبقاء الموظفين، فإن تحسين التغذية يبدو استثماراً مجزياً. إضافةً إلى ذلك يمكن تعويض زيادة التكاليف من خلال البرامج الزراعية عبر زراعة الأغذية المستخدمة لإطعام السجناء في الموقع. تساعد مثل هذه المشروعات على اكتساب المهارات، وكذلك تحسين التغذية.

عندما يتعلق الأمر بجعل السجون أكثر أماناً للسجناء والموظفين، فإن تحسين التغذية أمر لا يحتاج إلى كثير من التفكير.


كيمبرلي ويلسون (FoodAndPsych @)

كيمبرلي هي أخصائية نفسية ومؤلفة ومقدمة ومحاضِرة حاصلة على درجة علمية في التغذية. صدر كتابها كيف نبني دماغاً سليماً How To Build A Healthy Brain (منشورات: Yellow Kite)، في نسخة ذات غلاف ورقي في مارس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى