أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاء

الكوكب تسعة

هل يمكن أن تُخفي مجموعتنا الشمسية كوكباً تاسعاً هائلاً، خارج مدار نبتون؟

هل يمكن وجود كوكب هائل، يكمن بيننا؟ صار الفلكيون متأكدين بشكل متزايد من وجود كوكب تاسع يدور حول الشمس، بعيداً عن نبتون Neptune – أو ما يسمى الكوكب تسعة Planet Nine. ولن تكون هذه أول مرة يتم فيها تعديل أسماء الأجرام التي تدور حول الشمس. وعندما اكتُشف سيريس Ceres، أكبر الكويكبات في المجموعة الشمسية، في عام 1801، صُنّف في البداية على أنه كوكب، قبل تنزيل مرتبته لاحقاً. وكذلك أضيف بلوتو Pluto إلى قائمة الكواكب عند اكتشافه في عام 1930، قبل إزالته منها في عام 2006 ومن ثم تنزيله إلى مرتبة كوكب قزم.
وجاء أول دليل يشير إلى وجود عضو آخر في المجموعة الكوكبية للشمس في عام 2014 عندما اكتشف عالم الفلك الأمريكي د. سكوت شيبارد Scott Sheppard مرشحاً صغيراً لمرتبة كوكب قزم، اسمه 2012 VP113، يدور على مسافة متوسطة أبعد بنحو ​​250 مرة عن الشمس من الأرض. وقد برز على الفور مداره المستطيل، المائل بشكل كبير مقارنة بمدارات الكواكب الأخرى. ويقول شيبارد: «لا يوجد شيء معروف حالياً في المجموعة الشمسية يمكنه إنشاء مدار الجرم 2012 VP113».
بينما يمكن رفض بعض الأجرام ذات المحاذاة غير العادية باعتبارها مصادفة بعيدة الاحتمال، فقد اكتُشف حتى الآن ما مجموعه عشرة منها، ويرجع معظم الفضل في ذلك إلى أبحاث الفلكيين د. مايك براون Mike Brown ود. كونستانتين باتيغين Konstantin Batygin من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا California Institute of Technology. وفي وجود كل هذه الإجرام التي تتشارك في خصائص مدارية متشابهة، تنخفض احتمالات كون محاذاته ناتجة مصادفة إلى 0.0001 % فقط. ويتمثل التفسير الرئيسي بوجود كوكب غير مرئي، يؤثر في هذه الأجرام بجاذبيته. وكان شيبارد متأكداً بنسبة %60 من وجود كوكب تاسع عندما اكتشف 2012 VP113، أما الآن فيقول إنه متأكد بنسبة %85. ومع ذلك، ولكي يتصرف الكوكب على هذا النحو، فلابد أن يكون أضخم بعشر مرات من الأرض، ويستغرق ما لا يقل عن عشرة آلاف سنة في الدوران حول الشمس، ويبعد عنها بأكثر من 200 ضعف بُعد كوكبنا عن الشمس.
وهذه المسافة الهائلة تجعل اكتشافه وتصويره مهمة صعبة. لكي نرى الكوكب تسعة، يجب أن يمر ضوء الشمس بطول الطريق إليه، والرجوع إلى المسافة نفسها تقريباً، ذاوياً طوال الوقت. ولكن الفلكيين تمكنوا من تضييقٍ نطاق البحث باستخدام العديد من الاختصارات الذكية. فمثلا، استخدمت بيانات بعثة كاسيني Cassini mission إلى زحل لاستبعاد أجزاء من المجموعة الشمسية الخارجية. ولو كان الكوكب تسعة موجوداً في تلك المناطق؛ لاكتشف المسبار اختلافات جاذبية (تثقالية) طفيفة. وقد حدثت انتكاسة صغيرة في سبتمبر 2018 عندما أظهر بحث جديد عدم جدوى طريقة أخرى استخدمت لاستبعاد أجزاء من السماء. ولكن المطاردة لا تزال مستمرة، ويقول شيبارد: «لقد غطينا حتى الآن نحو %30 من المساحة الرئيسية التي قد يوجد فيها الكوكب». وسيستغرق الأمر أربع سنوات أخرى لتغطية الباقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى