أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
طب وصحة

براعم التذوق قد تشجع على الإفراط في تناول الطعام

أفكار جديدة حول دوافع الشهية يمكن أن تؤدي إلى علاجات أفضل لإنقاص الوزن

إنها واحدة من أكبر تحديات الحياة: مقاومة إغراء تناول علبة الحلوى بكل ما فيها دفعةً واحدة. حسناً، اتضح أن سر التحكُّم في الشهية قد يكمن في حاسة التذوق لدينا. هذا وفقاً لعلماء من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو University of California San Francisco اكتشفوا أن خلايا الدماغ المرتبطة ببراعم التذوق لدينا، وليس بأمعائنا، هي خط الدفاع الأول لمحاربة الإقبال بشراهة على الطعام.

يمكن استخدام هذه النتيجة لتطوير علاجات لإنقاص الوزن تعمل على نحو أفضل من عقار سيماغلوتايد Semaglutide (دواء يسوَّق باسم Ozempic أو Wegovy).

صحيح أن نشاط أمعائك يؤدي دوراً رئيساً في تثبيط الشهية. إذ تقترح تجارب أجريت على الفئران أن المعدة والأمعاء ترسل إشارات إلى الخلايا الحبيبية المخيخية Cerebellar Granule Cells (اختصاراً: الخلايا CGC) في الدماغ التي يمكنها كبح شهيتك، ولكن هذا يحدث بعد مرور عشرات الدقائق.

ومن هنا أهمية مجموعة أخرى من خلايا الدماغ – المعروفة باسم خلايا هرمون إفراز البرولاكتين Prolactin-releasing hormone (اختصاراً: الهرمون PRLH) – المرتبطة ببراعم التذوق ويمكنها أن تعمل في ثوانٍ معدودة. تحفِّز هذه الخلايا عندما تشعر بالنكهة في فمك، وترسل رسالتين متعارضتين في الدماغ. تقول إحداهما: ”هذا طعام جيد! كُلْ أكثر!“، في حين تقول الأخرى: ”تمهَّلْ وإلا فستتوعك!“. والتوازن بين هاتين الرسالتين هو الذي يحدد الكمية التي ستتناولها.

يؤمل حالياً أن يؤدي الفهم الأعمق لهذا التوازن، والتفاعل بين خلايا الهرمون PRLH والخلايا CGC، إلى تطوير علاجات وأدوية جديدة لإنقاص الوزن. وقال د. زاكاري نايت Zachary Knight الذي قاد فريق البحث: ”هذا الاكتشاف يمنحنا إطاراً جديداً لفهم كيف نتحكم في طعامنا“.

وأضاف د. ترونغ لي Truong Ly، المؤلف الرئيس للدراسة: ”لقد كانت مفاجأةً تامة أن خلايا [الهرمون PRLH] نُشطت بفعل الذوق… هذا يبيِّن أن هناك مكوناتٍ أخرى لنظام التحكم في الشهية يجدر بنا أن نفكر فيها“.

يمكن أيضاً استخدام تقنية التصوير الجديدة التي طُوِّرت لهذا البحث لتحسين فهمنا لمثبطات الوزن المعروفة مثل سيماغلوتايد.

وقال نايت: ”حالياً لدينا طريقة لأن نحلل بدقة مختلفَ العناصر في الدماغ التي تجعل هذه الأدوية تعمل“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى