“بزاقات بحرية تتغذى بالطاقة الشمسية” يمكنها فصل رؤوسها وإنبات جسم كامل في غضون أسابيع
هذا الاكتشاف هو مثال صارخ على الاستئصال الذاتي Autotomy، ويتمثل في قدرة حيوان على التخلص من جزء من جسده عندما يكون تحت التهديد
إنه من الأشياء التي تتوقع أن تراها في فيلم للمخرج ديفيد كروننبرغ David Cronenberg: أنواع من البزاق البحري يُسمى زقّية اللسان Sacoglossan قادر على العيش برأس منفصل عدة أسابيع، وهي فترة كافية لكي يُنبت الرأس المقطوع جسماً جديداً تماماً بكامل أعضائه الداخلية.
اكتشف الأمر بالمصادفة باحثون من جامعة نارا للنساء Nara Women’s University في اليابان. كان فريق من الجامعة يدرس دورات حياة زقّيات اللسان، عندما لاحظت طالبة الدكتوراه ساياكا ميتو Sayaka Mitoh أن رأساً يتحرك بمفرده.
قالت ميتو إن الرأس انفصل عن قلبه وجسده، وبعدها على الفور بدأ يتحرك من تلقاء نفسه.
في غضون أيام، انغلق الجرح في مؤخرة رأس البزاقة. بدأ قلبها يتجدد في غضون أسبوع تقريباً. وفي الأسابيع الثلاثة التالية أنبتت البزاقة جسماً جديداً تماماً.
قالت ميتو: “لقد فوجئنا لدى رؤية الرأس يتحرك بعد الاستئصال الذاتي… اعتقدنا أنه سيموت قريباً من دون قلب وأعضاء مهمة أخرى، لكننا فوجئنا من جديد عندما وجدنا أنها جددت الجسم كله”.
لم يتضح بعد كيف أنجزت زقّية اللسان هذا العمل الخارق، لكن الباحثين يقولون إنه قد يكون بسبب وجود خلايا شبيهة بالخلايا الجذعية في نهاية العنق المقطوع قادرة على تجديد الجسم.
وكأن هذا لم يكن غريباً بما فيه الكفاية، ليتبين أيضاً أن البزاقات تتمتع بقدرة فريدة أخرى ربما تساعدها على البقاء حية فترة كافية كي تجدد نفسها. فهي قادرة على دمج البلاستيدات الخضراء Chloroplasts من الطحالب التي تمتصها في أجسامها واستخدامها لتوفير الطاقة عبر البناء (التمثيل) الضوئي Photosynthesis. أدت هذه العملية، المعروفة باسم الكليبتوبلاستي Kleptoplasty، إلى إعطائها لقب “الرخويات البحرية التي تتغذى بالطاقة الشمسية”.
يخطط الباحثون حالياً لإجراء دراسات جديدة للتعمق في فهم سلوك زقيات اللسان الغريب.