أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
مقالات رئيسية

حافِظْ على توازنك

أَطلِق العنان للطفل ابن السنوات الخمس في داخلك، وتمرَّن على الوقوف على ساقٍ واحدةٍ، لتحافظ على نشاط دماغك وصحته

”على الرغم من أن كثيرين يرفعون الأوزان أو يجرون، فإنهم ينسون في أكثر الأحيان أهمية العمل على تحسين توازنهم“

مع حلول العام الجديد قرر كثيرون أنهم سيعملون على تحسين لياقتهم البدنية. وعلى الرغم من أن كثيرين يسعون إلى تحقيق ذلك من خلال رفع الأوزان أو الجري، فإنهم ينسون في أكثر الأحيان أهمية العمل على تحسين توازنهم. في معظم أنحاء العالم، يعد السقوط هو السبب الأكثر شيوعاً للوفاة العرضية بعد حوادث المرور، وما لم نفعل شيئاً حيال توازننا، فسوف يتدهور مع تقدمنا في السن. فالحفاظ على توازن جيد يُعد مؤشراً قوياً على عدد السنين التي سنعيشها، وكم سننعم خلالها بصحة سليمة.

يمكن اختبار التوازن من خلال المدة التي يمكننا الوقوف فيها على ساق واحدة، بعينين مفتوحتين في البدء ثم مغمضتين. لكي تفعل ذلك اخلع حذاءك وضعْ يديك على وركيك وقف على ساقٍ واحدةٍ. احسب الوقت الذي تبقَى فيه كذلك. ينتهي الاختبار بمجرد تحريك قدمك التي تقف عليها أو وضع قدمك المرتفعة على الأرض. سجل الأفضل بين ثلاثة اختبارات. ثم كرر ذلك وعيناك مغمضتان. ستروِّعك السرعة التي يبدأ فيها توازنك بالاختلال وتبدأ في السقوط. فيما يأتي الأهداف التي يجب أن تتمكن من تحقيقها تبعاً للفئة العمرية التي تنتمي إليها.

أقل من 40 عاماً: 45 ثانية بعينين مفتوحتين، 15 ثانية بعينين مغمضتين.

40-49 عاماً: 42 ثانية و13 ثانية.

50-59 عاماً: 41 ثانية و8 ثوان.

60-69 عاماً: 32 ثانية و4 ثوان.

70-79 عاماً: 22 ثانية و3 ثوان.

إلى أي درجة هذا الأمر مهم؟ في دراسة نُشرت في العام 2014 في الدورية BMJ، اخضع الباحثون للاختبار 2,760 رجلاً وامرأة كانوا كلهم يبلغون من العمر
53 عاماً في ذلك الوقت. قاسوا قوة قبضة اليد، ومدى السرعة التي يمكنهم خلالها الوقوف منتصبين من وضعية الجلوس، والمدة التي يمكنهم خلالها الوقوف على ساق واحدة وأعينهم مغمضة.

عندما عاد الباحثون بعد 13 عاماً، وجدوا أن كل الاختبارات تنبأت بشكل مستقل بمدى خطر أن يُتوفَّى الشخص خلال تلك الفترة، لكن اختبار الوقوف على ساق واحدةٍ كان أفضلها. هؤلاء الأفراد الذين حافظوا على توازنهم أقل من ثانيتين كانوا أكثر عرضة للوفاة بثلاث مرات أكثر من أولئك الذين استمروا مدة 10 ثوانٍ أو أكثر.

لماذا يُعد اختبار التوازن هذا مهماً جداً؟ هذا لأنه مرهق جداً. يستخدم دماغك عادةً ثلاثة مصادر مختلفة من المعلومات لإبقائك مستقيما العينان والجهاز الدهليزي Vestibular system (وهو بمنزلة جهاز حسِّي في أذنك الداخلية) ومستقبِلات الحس العميق Proprioceptors في أطرافك التي ترسل إشارات إلى دماغك، تخبره بما يحدث. عندما تزيل بصرك من المعادلة، يصير على الدماغ أن يبذل جهداً أكبر للحفاظ على ثباتك.

الخبر السار هو أنه يمكنك تحسين توازنك بممارسة أنشطة مثل اليوغا أو التاي تشي. أمارسُ التوازن على ساق واحدة في أثناء تنظيف أسناني. يمكنك أن تعثر على اقتراحات أخرى من خلال البحث عبر الإنترنت عن تمارين التوازن لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS. الأمر يستحق حقاً عناء تخصيص الوقت للتدرب على ذلك.

مايكل موزلي Michael Mosley

مايكل كاتب علمي ومذيع يقدم برنامج “ثق بي، أنا طبيب”. وأحدث مؤلفاته كتاب بعنوان كوفيد19-: كل ما تحتاج إلى معرفته عن فيروس كورونا والسباق للحصول على اللقاح COVID-19: Everything You Need To Know About Coronavirus And The Race For The Vaccine (منشورات: Short Books)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى