حان وقت العمل
نظراً لكل ما تقدمه المحيطات وكل الطرق التي تجعل بها كوكب الأرض صالحاً للعيش، فمن الواضح تماماً أنها بحاجة ماسة إلى الحماية. وإنشاء محميات بحرية تبقى بمنأى عن جميع الأنشطة الضارة، ولا سيما صيد الأسماك، مسألة رئيسية لا بد منها للمحيطات ولنا: فالنظم الإيكولوجية تصبح بصحة أفضل وذات قدرة أفضل على التكيف مع تغير المناخ، في حين يتحسن الصيد بفضل بيوض ويرقات الأنواع التي تخرج من هذه الواحات المزدهرة.
في الوقت الحالي، تتمتع نحو %8 من مساحة المحيط في العالم بمستوى معين من الحماية داخل المحميات البحرية، وعلى الرغم من أن الكثير منها يعتبر جيداً على الورق، فإن الأمر غير مطبق بشكل جيد في الواقع.
تدعي المفوضية الأوروبية أن %10.8 من البحار الأوروبية محمية، لكن تقريراً صدر مؤخراً عن الصندوق العالمي للطبيعة (اختصارا: الصندوق WWF) خلص إلى أن %1.8 فقط من الاحتياطيات مشمولة بإدارة حسنة. ويبدو أن الهدف العالمي لحماية %10 من المحيطات بحلول عام 2020 سيكون ممكناً، لكن دعاة حماية البيئة والعلماء يطالبون بالمزيد.
وفي عام 2016 صوّت أعضاء الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (اختصارا: الاتحاد IUCN)، بما في ذلك 1,400 حكومة ومنظمة غير حكومية ومجتمعات السكان الأصليين، بأغلبية ساحقة لدعم هدف جديد: حماية %30 من المحيطات بحلول عام 2030. وسيساعد هذا على دعم مواقع الصيد وتشجيع التنوع الحيوي وحماية التقاليد المرتبطة بالمحيطات.
يقول دان لافولي من الاتحاد IUCN: «لا يوجد منشور علمي يدعم السياسة الحالية لحماية %10». والعلم يخبرنا بأن الحد الأدنى المطلوب هو حماية ثلث المحيطات، أو أكثر. ولا يتعلق الأمر بالمحميات البحرية فحسب، بل يتعلق بما يحدث خارجها أيضاً.
وتقول د. هيذر كولديوي Heather Koldewey كبيرة المستشارين في جمعية لندن لعلم الحيوان Zoological Society of London: «إذا أردنا أن نحافظ على محيط مستدام. يجب أن يكون لدينا مزيج من الحماية مع الإدارة المستدامة لما تبقى».