حدثت زيادة في أعداد البكتيريا المفيدة في الأشخاص الذين أكلوا الجداجد
ووفقا لتجربة سريرية جديدة، فإن أكل الحشرات مفيد لأمعائك. تشرح الدكتورة
تيفاني وير من جامعة ولاية كولورادو Dr. Tiffany Weir of Colorado State University الكيفية التي يؤثر بها ذلك في الميكروبات.
ما فوائد أكل الحشرات؟
الحشرات أغنى بالمغذيات من مصادر البروتين الأخرى التي نتناولها: مقارنة بوزنها، فهي تحتوي على كمية من البروتينات والألياف أكبر من العديد من منتجات اللحوم. إذا تربت بالطريقة الصحيحة، فقد تكون أكثر استدامة بيئياً بكثير ]من اللحوم[. خارج الولايات المتحدة وأوروبا، يعتبر أكل الحشرات شائعا: فنحو بليوني شخص يتناولونها بانتظام.
لماذا الميكروبات المعوية مفيدة للبشر؟
تحتوي أجسامنا على تريليونات من الكائنات الحية المجهرية. وتستوطن معظم تلك الكائنات سبيلنا الهضمي، ولدى أي فرد مئات الأنواع التي تؤدي جميع أنواع الأنشطة. كمجموعة، تُعرف جميع هذه الكائنات المجهرية ب «الميكروبيوم »- فهي لا تقتصر على البكتيريا، بل تضم الفيروسات والفطريات أيضاً. وكانت زميلتي فاليري ستول Valerie Stull تدرس أكل الحشرات، أما مجال اهتمامي فهو تأثير النظام الغذائي في الميكروبات المعوية. وقد أردنا معرفة ما إذا كانت هناك أي فائدة لأكل الحشرات بخلاف قيمتها الغذائية.
كيف درست أكل الحشرات؟
تضمنت تجربتنا 20 شخصاً، فطلبنا إليهم استبدال وجبة إفطارهم اليومية من كيك الفن Muffins ومخفوق الحليب بالشوكولاتة التي تحتوي أو لا تحتوي على مسحوق الجداجد. وقد تناول المشاركون هذه الوجبات لمدة أسبوعين، ومُنحوا فترة راحة لمدة أسبوعين عادوا فيهما إلى نظامهم الغذائي المعتاد، وبعد ذلك بدّلنا المجموعتين فتناول المشاركون الوجبة الأخرى لمدة أسبوعين. وبعد ذلك، جمعنا عينات من البراز والدم لتحليلها.
ماذا كان تأثير الجِداجد على الجسم؟
زادت أعداد ما يمكن اعتباره بكتيريا مفيدة وانخفضت معدلات الالتهاب لدى الأشخاص الذين أكلوا الجداجد. رأينا زيادة في البفيدوبكتيريا Bifidobacterium ، وهي من أوائل الأحياء المجهرية التي تستوطن أمعاء الأطفال الرضّع. وهي تساعد الرضّع على استخلاص المزيد من المغذيات من طعامهم، وتساعد على تطوّر الجهاز المناعي، وتحميهم من العدوى بالعوامل الممُرضة. نحن نحتفظ بهذه البكتيريا طوال حياتنا، لكن أعدادها تميل إلى الانخفاض مع تقدمنا في العمر، لذلك فهي تباع عادة كمكملات البروبيوتيك أو تضاف إلى أنواع معينة من الأطعمة، مثل الزبادي. وكذلك وجدنا انخفاضاً في «عامل نخر الورم ألفا TNF-alpha » ، وهو واسمة Maker التهابية شائعة. ومن الضروري حدوث مستويات منخفضة من الالتهابات الحادة لمكافحة العدوى، لكن المستويات المرتفعة وهي غالبا أحد الآثار الجانبية للنظام الغذائي الغربي- قد تؤدي إلى حالات مرضية مثل داء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. ويمكن لتقليل الالتهابات أن يحسّن النتائج الصحية على المدى الطويل. وقد أجرينا بحثنا على مجموعة من الشبان البالغين الأصحاء، لذلك فقد نرى فوائد أكبر في المجموعات المعرضة لخطر الإصابة بأمراض مزمنة في الجهاز الهضمي.
ما الخطوة القادمة؟
نعتقد أن الفوائد تعزى، ولو جزئيا على الأقل، إلى نوع من الألياف الموجودة في الحشرات، يُعرف ب «الكيتين .» الأطعمة الأخرى الوحيدة التي تحتوي على الكيتين في نظامنا الغذائي هي الفطر وأصداف القشريات مثل السلطعون والروبيان، لكننا عادة لا نأكل هذه الأخيرة. ونعتقد أن الكيتين قد يعزز نمو البكتيريا المفيدة. إنها دراسة صغيرة حقاً، ولذلك يجب تكرارها مع المزيد من الأشخاص، لكنها بداية واعدة.