أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافاتعلم الأعصاب

خلايا عصبية فائقة الحجم في منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة تُبقي المتقدمين في العمر متوقدي الذهن

يحتفظ البعض منا بقدرات ذهنية ثاقبة في الثمانينات من العمر، وقد يكون ذلك بفضل حجم خلايا الدماغ

حيَّر كبار السن الفائقون Super-agers العلماء. على الرغم من كونهم في السبعينات والثمانينات من العمر، فإنهم يتمتعون بالقدرة البدنية والوظيفة الإدراكية لدى من هم أصغر سناً.

وربما اكتشف باحثون من جامعة نورث وسترن Northwestern University في إلينوي أحد الأسباب التي تجعل كبار السن قادرين على البقاء متوقدي الذهن: إنها العصبونات (الخلايا العصبية) Neurons الموجودة في القشرة الشمية الداخلية Entorhinal cortex، الجزء من الدماغ المسؤول عن تخزين الذكريات، والتي هي أكبر بكثير من تلك الموجودة لدى أقرانهم الذين يحتفظون بقدرات معرفية متوسطة.

علاوة على ذلك، لا تُظهر هذه العصبونات أي علامة على وجود تشابكات تاو Tau tangles، وهي التراكمات غير الطبيعية للبروتين التي تتجمع داخل العصبونات وتحد من الاتصال بينها، وهي علامة دالة على مرض ألزايمر (ألزهايمر) Alzheimer’s disease.

”من المهم أن نفحص من كثب أدمغة كبار السن الفائقين بعد الوفاة“

 

قالت الباحثة الرئيسة تامار غيفين Tamar Gefen، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي والعلوم السلوكية من جامعة نورث وسترن Northwestern University: ”لفهم كيف ولماذا قد يقاوم الناس الإصابة بمرض ألزايمر، من المهم أن نفحص من كثب أدمغة كبار السن متوقدي الذهن بعد الوفاة… وبمعرفة ما يجعل أدمغة كبار السن الفائقين فريدةً من نوعها، قد يكون من الممكن تسخير هذه السمات البيولوجية للمساعدة على تجنيب كبار السن الإصابة بالمرض“.

لتحقيق هذا الاكتشاف، فحص الباحثون أدمغة ستة من كبار السن الفائقين، وسبعة أفراد مسنين متوسطي القدرات المعرفية، وستة شباب وخمسة أفراد في المراحل المبكرة من مرض ألزايمر.

”الملاحظة المدهشة التي تشير إلى أن كبار السن الفائقين لديهم عصبونات أكبر من أقرانهم الأصغر سناً قد تشير ضمنياً إلى أن الخلايا الكبيرة كانت موجودة منذ الولادة وتحقق الحفاظ عليها بنيوياً طوال حياتهم. نستنتج من هذا أن العصبونات الأكبر حجماً هي بصمة بيولوجية تدل على مسار كبار السن الفائقين“.

ركز الباحثون دراساتهم على قشرة المخ الشمية الداخلية باعتبارها واحدة من أولى المواقع التي تأثرت بمرض ألزايمر. تتكون القشرة المخية الشمية الداخلية من ست طبقات من العصبونات مكدسة بعضها فوق بعض، ومن المعروف أن الطبقة الثانية من هذه الطبقات هي محور مهم بنحو خاص يتلقى المعلومات من مراكز الذاكرة الأخرى في الدماغ.

وجد الباحثون أن العصبونات التي تشكل هذه الطبقة الثانية أكبر لدى كبار السن الفائقين مقارنة بجميع المجموعات الأخرى في الدراسة، حتى أولئك الذين يصغرونهم بما بين 20 و30 عاماً. كما وُجد أنها خالية من تشابكات تاو.

قالت غيفين: ”في هذه الدراسة، نُظهر أنه في مرض ألزايمر قد يكون انكماش [ضمور] العصبونات في القشرة الشمية الداخلية هو علامة مميزة للمرض“.

”نشتبه في أن هذه العملية تنجم عن تكوين تشابك تاو في الخلايا المصابة مما يؤدي إلى ضعف قدرات الذاكرة في سن الشيخوخة. إن تحديد هذا العامل المساهم – وكل عامل مساهم – أمر بالغ الأهمية في الكشف المبكر عن مرض ألزايمر، ومراقبة مساره وتوجيه العلاج“.

يخطط الباحثون حالياً لإجراء مزيد من الدراسات لمحاولة اكتشاف سبب امتلاك كبار السن الفائقين هذه الخلايا العصبيةَ الكبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى