دراسة جديدة تشير إلى أن التدخين يزيد دهونَ البطن المُخفاة
دراسة إحصائية واسعة النطاق تكشف عن سبب آخر يستوجب الإقلاع عن هذه العادة
تشمل الصورُ النمطية للمدخنين النوعَ الباريسي النحيف والأنيق الذي يستمتع بسيجارة في أثناء الجلوس خارج مقهى. لكن دراسة جديدة تشير إلى أنه حتى المدخنون النحيفو البنية يمكن أن يُخفوا نوعاً غير صحي من الدهون داخل أجسامهم.
هناك اعتقاد شائع بأن التدخين يثبط الشهية، ويشعر كثير من المدخنين بالقلق من زيادة الوزن إن هم أقلعوا عن التدخين. ومع ذلك، في حين أنهم أكثر عرضة لانخفاض وزن أجسامهم، فقد وجدت دراسة جديدة أن المدخنين يميلون أيضاً إلى تخزين دهون أكثر ضرراً عميقاً في منطقة البطن.
هذا ما يسمى ”الدهون الحشوية“ Visceral fat، وهي الدهون غير الصحية المرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكري والخرَف. في الواقع من الصعب جداً اكتشاف الدهون الحشوية إلى درجة أنه يمكن أن يكون لديك كثير منها حتى إن حافظت على معدة مسطحة.
ولإثبات العلاقة بين التدخين مدى الحياة ودهون البطن، استخدم باحثون من جامعة كوبنهاغن University of Copenhagen أداة تحليل إحصائي تسمى العشوائية المندلية Mendelian randomisation. تبحث هذه الأداة عن العلاقات السببية بين التعرُّضات والنتائج (في هذه الحالة، التدخين ودهون البطن) من خلال تجميع الأشخاص وفقاً لشفرتهم الجينية.
وقد طبقوا هذه الأداة على نتائج الدراسات الجينية المختلفة حول التعرُّض للتدخين وتوزيع الدهون في الجسم. كانت تلك دراسات كبيرة عن السلالة الأوروبية: دراسة عن التدخين شملت 1.2 مليون شخص بدؤوا التدخين من فورهم وأكثر من 450,000 مدخن مدى الحياة، إضافةً إلى دراسة توزيع الدهون في الجسم شملت أكثر من 600,000 شخص.
أولاً، حدد العلماء الجينات المرتبطة بعادات التدخين المختلفة وتوزيعات الدهون في الجسم (مثل نسبة الخصر إلى الورك). ثم استخدموا هذه المعلومات الجينية لمعرفة ما إذا كان الأشخاص الذين يحملون هذه الجينات لديهم توزيعات للدهون في الجسم مختلفة عن الأشخاص الآخرين.
ووازنوا النتائج لتأخذ في الاعتبار التأثيرات الأخرى في دهون الجسم، مثل استهلاك الكحول والخلفية الاجتماعية والاقتصادية، للتأكد من أن العلاقة بين التدخين ودهون البطن كانت واضحة قدرَ الإمكان. لكن ما وجدوه هو أن تأثير التدخين في دهون البطن كان هو التأثيرَ نفسه بغض النظر عن كل هذه العوامل الأخرى.
وقال د. جيرمان دي كاراسكيلا Dr Germán D Carrasquilla، المؤلف الرئيس للدراسة والذي نشر النتائج في دورية أديكشن (الإدمان) Addiction: ”من وجهة نظر الصحة العامة، تعزِّز هذه النتائج أهمية الجهود واسعة النطاق لمنع التدخين والحد منه بين السكان عموما“.
”[مثل هذه الجهود] قد تساعد أيضاً على تقليل الدهون الحشوية في البطن وجميع الأمراض المزمنة المرتبطة بها. إن الحد من أحد المخاطر الصحية الرئيسة بين السكان سيؤدي، بنحو غير مباشر، إلى تقليل المخاطر الصحية الرئيسة الأخرى“.