سيليكون فالي يحاول امتصاص انبعاثات الكربون
يأمل عالم التكنولوجيا بأن يتمكن من إعادة عقارب ساعة التغير المناخي إلى الوراء عن طريق امتصاص انبعاثات الكربون
إن التخلي سريعاً عن استخدام الوقود الأحفوري هو المطلوب إذا أردنا أن نحافظ على متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية ضمن نافذة 1.5 °س اللازمة لتخفيف أسوأ آثار تغير المناخ. لكن هذا ليس كل ما يمكننا القيام به. وبدلاً من محاولة الحد من انبعاثات الكربون الناتجة من أنشطتنا، هناك مجال لإزالتها بالفعل من الغلاف الجوي. وهذا ما أعلنت شركة مايكروسوفت Microsoft أنها ستبدأ بفعله، عندما استهل عملاق البرمجيات العام 2020 عبر الكشف عن نيته في أن يكون سلبي الكربون Carbon negative بحلول عام 2030. لكن هذا ليس كل شيء؛ فقد قالت مايكروسوفت أيضاً إنها تخطط بحلول عام 2050 “بأن تمتص من البيئة كل الكربون المنبعث من أنشطة الشركة منذ تأسيسها في عام 1975”.
سيتطلب تحقيق هذا الهدف أكثر من مجرد التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وكهربة أسطول الشركة من المركبات وزرع غابات جديدة. ومن ثم، تراقب مايكروسوفت تطور التقنيات ذات الانبعاثات السلبية التي تشمل الطاقة الحيوية مع التقاط الكربون وتخزينه Bioenergy with carbon capture and storage (اختصاراً: تقنية BECCS)، والالتقاط المباشر من الهواء Direct air capture (اختصاراً: التقنية DAC).
وتستخدم التقنية BECCS الأشجار والمحاصيل لامتصاص الكربون أثناء نموها. بعد ذلك، تُحرق الأشجار والنباتات لتوليد الكهرباء، لكن انبعاثات الكربون التالية تُلتقط وتُخزّن في أعماق الأرض. أما تقنية DAC فتستخدم مراوح لسحب الهواء من خلال مرشحات تزيل ثاني أكسيد الكربون الذي يمكن بعد ذلك تخزينه تحت الأرض أو حتى تحويله إلى نوع من الوقود التركيبي منخفض الكربون.
وتبدو كلتا الطريقتين واعدة، لكن لم تصلا بعد إلى نقطة تكونان فيها عمليتين أو ميسورتي التكلفة على نطاق يصير لهما معه تأثير كبير في تغير المناخ. وتأمل مايكروسوفت، مثل أي شخص آخر يتطلع إلى قلب اتجاه أزمة المناخ، بأن تتطور هذه التقنيات وغيرها، على مر السنين لتصل إلى نقطة تجعلها مجدية اقتصاديا وبيئيا.