صندوق قد يحوي كنزاً من الأدوية الواعدة
صار الطب الحديث مهدداً بالعدوى المقاومة للمضادات الحيوية مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين MRSA. ومع فقدان الأدوية المنقذة للحياة فعاليتها، يحذر بعض الخبراء من العودة إلى العصور المظلمة إذا استمر الأمر على هذا النحو.
ونتيجة لذلك، تجري أبحاث عاجلة عن أدوية جديدة لمحاربة المقاومة، والمحيطات هي من الأماكن التي يجري البحث فيها. وتقول البروفيسورة كيري هويل، عالم الايكولوجيا البحرية من جامعة بليموث: «إن الإسفنج والشعاب المرجانية هي المصادر الواعدة للمنتجات الطبيعية التي لها خصائص طبية». ذلك لأن هذه الحيوانات تستعمرها على نحو شائع البكتيريا التي طورت مواد كيميائية يمكنها من خلالها أن تهزم وتقتل بعضها بعضاً، الأمر الذي يجعلها أسس مثالية لصنع مضادات حيوية.
بصفتها عالمة أحياء أعماق البحار، هويل واحدة من أوائل الذين يعلمون بأي جزيئات جديدة يتم اكتشافها في المحيطات. اكتشفت هويل وزميلها مات أبتون Mat Upton، عالم الأحياء المجهرية أيضاً من جامعة بليموث، جزيئاً واحداً على الأقل مستخرَجاً من بكتيريا من أعماق البحار ويبدو أنه فعال ضد المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.
تعترف هويل بأنها بدأت في الأصل تهتم بالتنقيب عن الجزيئات البيولوجية كوسيلة لإقناع الأفراد برعاية الأنواع التي تعيش في أعماق البحار، وعن ذلك تقول: «إذا كنت لا تهتم بأعماق البحار لمجرد أنه من الخطأ تدمير الأنواع والموائل، فعندها على الأقل ستهتم بها؛ لأنها قد تنقذ حياتك».
ولا يقتصر ما يعثر عليه على المضادات الحيوية في المحيطات. إذْ أنتجت مُسكنات مشتقة من السموم المميتة التي تنتجها القواقع المخروطية المدارية Tropical cone snail. وفي هذه الأثناء، أنتج إسفنج كاريبي العديد من الأدوية المضادة للفيروسات ولمكافحة السرطان، بما في ذلك السيتارابين Cytarabine لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الدم، والأسيكلوفير المستخدم ضد الهربس النطاقي Shingles، وجدري الماء، وقروح الحلا، والهربس البسيط.