أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافات

علماء الأحافير يكتشفون كيف تمكن زاحف مجنح بحجم حافلة ذات طابقين من الطيران

دفع كويتزالكوتلس– أكبر حيوان معروف قادر على الطيران– جسمه وحلَّق في الهواء باستخدام ساقيه القويتين

يبلغ طول جناحيه 10 أمتار، وهو ما يعادل طول حافلة لندن روتماستر London Routemaster، وهذا يجعل الزاحف المجنح العملاق كويتزالكوتلس Quetzalcoatlus أكبر حيوان حلَّق في السماء على الإطلاق. ولكن نظراً إلى العثور على عدد قليل فقط من العظام المتأحفرة لدراستها، لم يسَع الخبراء سوى أن يتكهنوا حول الكيفية التي تمكن وفقها هذا العملاق، الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، من التحليق في الهواء.

حالياً يعتقد فريق من الباحثين من جامعة تكساس University of Texas في أوستن أن لديهم الإجابة: الأرجح أن كويتزالكوتلس قفز ثلاثة أمتار في الهواء قبل أن يرفرف بجناحيه العملاقين ويطير بعيداً.

يُعتقَد أن ”الجري قبل الانطلاق“ في الهواء ما كان سينجح مع وجود كويتزالكوتلس على الأرض، لأنه سيمنعه من رفرفة أجنحته على نطاق كافٍ لتوليد قوة رفع كافية.

اكتُشف ”تكساس بتيروصور“ Texas Pterosaur، كما يُسمى أحياناً، في حديقة بيغ بيند الوطنية Big Bend National Park في العام 1971. ولكن فضلاً عن سرد أولي لأوصاف العظام، لم تُجرَ أي دراسات علمية تقريباً على هذا الحيوان الغامض.

قال ماثيو براون Matthew Brown، مدير مجموعات الأحافير الفقارية من جامعة تكساس في أوستن: ”هذه هي المرة الأولى التي تمكنا فيها من دراسته دراسة شاملة… على الرغم من أن كويتزالكوتلس معروف منذ 50 عاماً، فإنه لم يُعرف عنه سوى القليل“.

توصل الفريق إلى هذا الاكتشاف من خلال دراسة كل عظام كويتزالكوتلس المؤكدة والتي يُعتقد أنها تعود إلى هذا الديناصور، إلى جانب أحافير البتيروصورات الأخرى المستخرجة من بيغ بيند. مكنهم ذلك من التعرف على نوع أصغر من كويتزالكوتلس يبلغ طول جناحيه خمسة أمتار. جمع الباحثون هيكلاً عظمياً مكتملاً تقريباً لهذا النوع الأصغر حجماً ومن ثم صمموا- انطلاقاً منه- هيكلاً بحجم كويتزالكوتلس.

عاش كلا النوعين في بيغ بيند قبل نحو 70 مليون سنة. وفي حين أن النوع الأصغر عاش على الأرجح في أسراب، فإن النوع الأكبر عاش على الأرجح بمفرده، واصطاد في الأنهار والجداول، مثل طائر مالك الحزين في العصر الحديث.

قال دارين نايش Darren Naish، عالم الأحافير القديمة وخبير البتيروصورات الذي لم يشارك في البحث: ”إن القول إن هذا العمل طال انتظاره هو أقل مما يستحق. السارُّ في الأمر هو أنه يجيب عن جميع الأسئلة. لم يسبق أن جُمع كثير من المعلومات بهذا التفصيل عن الأزداركيات Azhdarchids [عائلة البتيروصورات التي تضم كويتزالكوتلس] في المكان نفسه. سيكون هذا العمل بمنزلة الدراسة القياسية المرجعية لهذه المجموعة على مدى سنوات- وربما عقودٍ- مقبلة“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى