أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم الطبيعيةبيولوجيا

عليّ تصويرها جميعاً

بقلم: د. هيلين سكيلز Helen Scales
الصور: آدم سامرز Adam Summers

شرع باحث أمريكي في تنفيذ مشروع لتصوير البنى الداخلية لكل أنواع الأسماك المعروفة للعلم – وعددها 33,000. وهذا ما اكتشفه.

هناك مختبر صغير في فرايداي هاربور Friday Harbour بجزيرة سان خوان، قبالة ولاية واشنطن الأمريكية. وهناك، يقضي عالم البيولوجيا البحرية آدم سامرز Adam Summers جلّ وقته في تحميل الأسماك بشق الأنفس بعد تصويرها في ماسح الصور المقطعية المحوسبة لإنتاج صور مفصلة تكشف عن هياكلها العظمية المعقدة وبنيتها الداخلية. وبدأ المشروع سرا قبل عدة سنوات عندما كان سامرز يقوم بزيارات سرية إلى المستشفيات المحلية ليلاً، فيستجديهم لاستخدام ماسحات التصوير المقطعي المحوسب أثناء فترات التوقف، ويقول: «كنا نضع أسماك القرش واللخمة (الشِفنين البَحْري) Rays النافقة وغيرها في أكياس، بحيث لا يمكن لأحد أن يعرف ما هي».
وبعد جمع مكتبة تضم العديد من صور المسح الناجحة، بدأ بمشاركة نتائجه على تويتر. وللمفاجأة، حصل على استجابة كبيرة، إذ طلب إليه العديد من علماء البيولوجيا تصوير أسماكهم المفضلة. وكما يقول «لقد أجبته مازحاً بأنني سأصور جميع الأسماك ScanAllFish#». وفي ذلك الوقت، لم يكن يعتقد حقّاً أن هذا سيحدث لأنه كان يستغرق 12 ساعة لفحص ثلاث أو أربع أسماك، وهناك أكثر من 33,000 نوع منها. وعلى الرغم من إجمالي عدد عمليات المسح الحالية البالغ 3,827 عملية، يعتقد أنه يمكن الانتهاء من المشروع خلال أقل من سنتين، مع أنهم قد يضطرون إلى تخطي بعض أضخم الأسماك وأندرها.
بفضل نجاح صوره، تقدم سامرز بطلب للحصول على منحة لشراء ماسح للتصوير المقطعي المحوسب. وقد ركبه في مختبره. وتُنشر كل عملية مسح يجريها على الإنترنت فوراً ليستخدمها أي شخص، مع عدم مطالبة سامرز بأي إقرار بالفضل. وحصد المشروع بالفعل أكثر من نصف مليون عملية تنزيل، فقد استخدم الجميع الصور- من علماء ومهندسين وفنانين ومعلمين، ويقول: «إننا نكشف بياناتنا لعالم من الأشخاص ذوي العقول الذكية، وسنفعل أشياء أفضل بكثير مما كان بوسعنا في أي وقت مضى».
ويمكن لأي شخص استخدام الماسح الضوئي لمسح الأنواع المفضلة لديه، شريطة أن يتيح البيانات مجاناً. ويقول سامرز: «إذا أتيت إلى الجزيرة، يمكنك إحضار حقيبة ممتلئة بالأشياء الميتة وتصويرها مقطعيّاً». كما أنه يتعاون مع المتاحف في جميع أنحاء العالم لتصوير مجموعاتهما ويؤمل بأن تسمح عمليات «التشريح الرقمية» هذه للناس برؤية البنية الداخلية للأسماك وتعديلها بطرق لا يمكن تنفيذها على العينات المحفوظة.
وإضافة إلى فحوص الأشعة المقطعية، يجعل سامرز أيضاً الهياكل العظمية للأسماك مرئية عبر جلدها باستخدام أصباغ تلّون العظام باللون الأحمر والغضاريف بالأزرق. وهو يبيّض الأسماك البيضاء باستخدام بيروكسيد الهيدروجين Hydrogen peroxide ويذيب لحمها بالإنزيم الهضمي، التربسين Trypsin، فلا يتبقى منها سوى الجلد والنسيج الضام. وبعد ذلك تصوّر الأسماك وهي مغمورة في الغليسرين Glycerine؛ مما يجعل الأجزاء غير الملونة غير مرئية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى