عندما تنفق الغربان
تُعد الغرابيات، مثل الغربان والغُدّاف وغُراب القيظ، من أذكى الحيوانات التي نعرفها. يمكنها
تعلُّم كيف تُصدر أصواتاً جديدة، ويمكنها أن تتعاون، بل قد تتعلم استخدام الأدوات. ولكن
د. كايلي سويفت Kaeli Swift تخبر أليس ليبسكومب-ساوثويل Alice Lipscombe-Southwell
أن لدى الغربان أيضاً بعض الطقوس المثيرة للاهتمام عندما يتعلق الأمر بأمواتها… وهي يمكن أن
تكون قادرة على الشعور بالتعاطف.
ما الغرابيات بالضبط؟
الغرابيات Corvids هي نوع من الطيور المغردة Songbird. وتشمل عائلة الغرابيات Corvidae، الغربان Crows والغُدّافات Ravens، والعقعق Magpies، والقيقات Jays، وغِربان القيظ Rooks، والزَّاغات الزرعيّة Jackdaws، والزُّمَّتات Choughs. والغُدّافات هي أكبر الطيور المغردة في العالم.
هي طيور مغردة؟ لكن الغراب يصدر نقيقاً يبدو مختلفاً تماماً عن تغريد الطيور الأخرى.
“الطائر المغرد” Songbird هي تسمية غريبة بعض الشيء لأن تسمية الطائر المغرد تعتمد على وضعية القدمين، والأهم من ذلك على تشريح المنطقة الصوتية. وهذه هي الميزة التي تشترك فيها هذه الطيور مع طيور مثل عصافير أبو الحناء Robins وعصافير الدوري Sparrows وما إلى ذلك.
ينتج البشر الأصوات التي نصدرها باستخدام الحنجرة Larynx,، ومعظم الطيور، بما في ذلك الطيور المغردة، لديها ما يسمى بالمصفار Syrinx. يختلف التشريح قليلاً بين مجموعة وأخرى، لكن مصفار الغراب سيبدو مشابهاً لما لدى أنواع أخرى من الطيور المغردة. ومع ذلك فإن الاختلاف الرئيس بين الغربان والغدافات والأنواع الأخرى من الطيور المغردة له علاقة أقل بتشريحها وأكثر بأدمغتها.
معظم الطيور المغردة لديها نافذة زمنية قصيرة في الصغر حين تتعلم كل صوت ستصدره، ثم تُغلق تلك النافذة، وينتهي الأمر. لا تحدث لديها أي تغييرات بعد ذلك.
لكن أحد الجوانب المثيرة للاهتمام حقاً لدى الغربان والغدافات هو أنها تستطيع تعلُّم أصوات جديدة طوال حياتها. إذْ لديها مجموعة صوتية Vocal repertoires رائعة حقاً. جزء من السبب وراء قدرتها على إصدار مثل هذه المجموعة المتنوعة من الأصوات، بما في ذلك الكلام البشري، هو أن لديها تحكماً عضلياً مستقلاً على جانبي مصفارها يمكنها من إنتاج صوتين مختلفين في الوقت نفسه.
في المملكة المتحدة بعضُ أكثر أنواع الغرابيات شيوعاً؛ هي الغراب والغُدّافات وغربان القيظ، ولكن كثيراً ما يخلط الناس بينها. كيف يمكننا التمييز بينها؟
يتطلب الأمر بعض التدريب، ولكن هناك أدوات محددة يمكن تجميعها وبذلك تصيرين قادرةً على تمييزها على نحو جيد حقاً. أول شيء هو أنّ الغُدّافات أكبر قليلاً من الغربان. السمة الثانية هي أنكِ إذا نظرتِ إلى الحلق، فستجدين أن الغُدّافات لديها ريش كثيف منتفخ عند الحلق، في حين أن حلق الغراب أكثر نعومة. ثم السمة الأخيرة هي شكل الذيل. عندما تطير الغُدّافات، يكون شكل الذيل مثل إسفين Wedge-shaped، في حين أن الغربان لديها ذيل مستدير على شكل حرف C. ومن السهل حقاً التمييز بين غربان القيظ بمجرد أن يتساقط ريش الطير البالغ أول مرة، فإنها تفقد كل الريش عند قاعدة منقارها. لا نعرف تماماً سبب حدوث ذلك، ولكن قد يكون لأن غربان القيظ تأكل الحشرات بنهم، ولذلك فهي تبحث بين العشب كثيراً عن الحشرات. قد يكون تساقط الريش من باب الحفاظ على نظافتها.
ما مدى ذكاء الغرابيات؟
الغرابيات ذكية على نحو لا يصدق. قد يجادل المرء بأن الرئيسات ذكية حقاً مثل الغراب!
أحد التحديات التي تواجه دراسة الذكاء هو التأكد من أن اختباراتك منطقية وقابلة للتنفيذ بواسطة الحيوان المعني. هناك اختبارات نعطيها للشمبانزي لتقييم ذكائها والتي لا يمكننا ببساطة إخضاع غداف لها، لأنه لا يمكنه تنفيذها إذ ليست له يدان. هناك مجموعة متنوعة من الفئات- مثل المهارات التحليلية، والقدرة على فهم الكميات، ومهارات حل المشكلات، والقدرة على
“الغرابيات ذكية على نحو لا يصدق. قد يجادل المرء بأن الرئيسات ذكية حقاً مثل الغراب”
فهم السبب والنتيجة، والقدرة على التعاون أو التقاط الإشارات الاجتماعية- التي تعكس الذكاء على مستوى إدراكي عالٍ جداً. لقد تمكنا من أن نبين ذلك في البشر والرئيسات، ولكن تمكنا أيضاً من تصمم مزيد من تلك الأنواع من الاختبارات المناسبة للغربان والغدافات. ونلاحظ أن الأداء يكون في كثير من الأحيان مشابهاً تماماً لما نراه لدى الرئيسات.
ماذا عن استخدام الأدوات؟
تصنع غربان كاليدونيا الجديدة New Caledonian crows مجموعة متنوعة من الأدوات، وأكثر ما يثير الإعجاب منها هو الخطافات. هناك نبتة موطنها المنطقة التي تعيش فيها الغربان، تسمى الكَاذِيّ Pandanus، وهي فعلاً صلبة وذات حافة مسننة. تقشر الطيور أقساماً من حافة هذا النبات ثم تقطعها إلى الحجم المناسب وتدخلها في شقوق جذوع الأشجار والأخشاب المتعفنة لسحب اليرقات، بشكل مشابه لأخذ الشمبانزي الأغصان ثم تعديلها بحيث يمكنها استخراج النمل.
إضافةً إلى ذلك، ستقطع الغربان أيضاً أغصاناً وتعدلها بطرق تجعل الأداة الناتجة أقرب إلى ما يشبه الخطاف في الحد الأدنى من تعريفه، وهو أمر مثير للإعجاب على نحو لا يصدق. واستخدام الأدوات أمرٌ نادر في مملكة الحيوانات، إذ تستخدمها نحو %1 فقط منها. لكن صنع الأدوات؛ أخذ الأشياء وتعديلها في الواقع، أمر نادر جداً. بخلاف الغربان، وجدنا هذا أخيراً عند ببغاء ثم لدى اثنين من الرئيسات.
ما دُمنا نتحدث عن السلوك، درستِ طقوس الموت عند الغرابيات. هلا أخبرتِنا عنها.
على مدى فترة طويلة أدرك البشر أن هذه الطيور تستجيب بقوة عندما ينفق أحدها. ويمكنكِ أن تري ذلك واضحاً في النصوص الدينية. على سبيل المثال، هناك قصة في القرآن عن الغربان التي علَّمت قابيل أن يدفن شقيقه هابيل، لأنها فهمت أن هذا ما يجب فعله عندما يموت فرد ما.
الصورة التي تتجلى بها هذه الاستجابة القوية عند الغربان، هي أنه عندما يَنفَق غراب ويكتشفه غراب آخر، فإن هذا الغراب سيطلق نداء إنذار، وسيجذب الغربان الأخرى في المنطقة التي تتجمع ضمن هذا الحشد الكبير الصاخب وتُلاحظ هذا الحدث. ثم بعد نحو 15 أو 20 دقيقة أو نحو ذلك، تتفرق المجموعة.
إذا كانت هذه الحيوانات تتشارك في هذا السلوك، فهذا شيء فعلته طَوال عشرات الآلاف من السنين. هناك سبب. ما هو إذن؟ هل تشارك في هذه “الجنازات” كطريقة للتعرف على الخطر؟ قد تكون هناك أسباب أخرى، مثل التعبير عن الحزن، لكنها غير قابلة للاختبار.
هل يُحدث غرابٌ نافق مسن هذا التأثير؟ أو هل يجب أن يكون غراباً مألوفاً لها؟
اختبرنا طيوراً غير مألوفة على وجه الحصر، لذلك ما زال السؤال مطروحاً حول كيف يمكن أن يختلف سلوكها إذا كان الطائر النافق طائراً تعرفه. بالتأكيد سيكون من المنطقي بالنظر إلى مدى قرب الترابط بين هذه الطيور، ومدة تلك العلاقة، وأن السلوك قد يبدو في الواقع مختلفاً قليلاً إذا كان رفيقها على مدى أكثر من عقد قد مضى وليس أي غراب آخر. لكن هذا ليس شيئاً تقصيتُه.
لقد قلتِ إنها ربما ترى في الغراب النافق فرصة للتعلم. ولكن هل فعلت أي شيء آخر من قبل؟ هل رأت الغراب النافق كمصدر للغذاء وجربته ونقرته؟
كان هذا أحد الأسئلة التي اختبرتُها لاحقاً كطالبة دراسات عليا. بدأنا في إطعام الغربان على مدار عدة أيام، ثم عرضناها لشخص مرتبط بغراب نافق. وجدنا أنه في الأيام الثلاثة اللاحقة كانت أكثر حذراً من الاقتراب من تلك الكومة من الطعام، وعرفت أن الأشخاص على صلة بغربان نافقة. لذا، إذا رأت شخصاً لم تره من قبل يمسك بغراب نافق، ثم رأت ذلك الشخص مرة أخرى في المستقبل من دون الغراب النافق، فسوف تعامله كحيوان مفترس. لذلك من الواضح أنها تقيم نوعاً من الرابط بين الخطر والغربان النافقة.
إذا كان الأمر يتعلق بالخطر، فإننا نتوقع منها أن تستجيب بقوة أكبر لموت طيور بالغة منها لأن احتمال بقاء تلك البالغة أعلى بكثير مما هو عليه بالنسبة إلى الصغار. تبلغ نسبة بقاء الصغار على قيد الحياة في السنة الأولى نحو %50 فقط؛ ولكن في البالغين في ذروة العمر، يمكن أن تصل النسبة إلى %80. ليس من غير المعتاد أن تعيش الغربان مدة 14 إلى 17 عاماً.
لدراسة هذا لم نضع غرباناً نافقة مقترنة بحيوانات مفترسة، بل وضعنا غرباناً نافقة على جانب الطريق. وهكذا وأنا أُجري إحدى تلك التجارب من دون أن أعلق عليها أهمية كبيرة، فجأة، تفعل الغربان شيئاً لم أرَها تفعله من قبل في الجولة الأولى، وهو النزول والتفاعل مع الجسد. وهكذا تحول ذلك إلى دراسة مختلفة تماماً.
وجدنا أن أي نوع من الاتصال بين الغربان والغربان النافقة يحدث فيما بين 30 و%40 من المرات. ويمكن أن يكون هذا الاتصال متبايناً جداً. في بعض الأحيان كان الأمر عبارة عن “التسلل والنقر” من باب الفضول، كأن تحثه كما يمكن أن يفعل طفل إذا رأى دباً ميتاً في الغابة.
يمكن كذلك أن تكون عدوانية بنحو لا يصدق. تأتي وتمزق هذه الطيور إرباً. لا يبدو أن الأمر يتعلق بالسعي وراء الطعام، لكنها ستأتي وتريد فعلاً التأكد من نفوقها. ثم في القليل من الحالات، نحو %4 من الوقت، وجدنا أن السلوكيات يمكن أن تكون جنسية في الواقع. لذلك رأينا محاولات تزاوُج بين غربان حية وغربان نافقة، وفي إحدى التجارب نزل غرابان وحاولا التزاوج في الوقت نفسه مع هذا الغراب النافق، وكذلك كلاهما مع الآخر. لذا كان الأمر مفاجئاً!
“تأتي الغربان وتمزق هذه الطيور تمزيقاً. لا يبدو أن الأمر يتعلق بالسعي وراء الطعام، لكنها ستأتي وتريد فعلاً التأكد من نفوقها”
بالتأكيد لم يلاحَظ ذلك لدى عديد من الأنواع الأخرى، أليس كذلك؟ هذا غريب!
حسناً، هذه هي المشكلة. في الواقع سُجل ذلك لدى معظم الحيوانات التي لديها استجابات قوية حقاً تجاه النافقة منها، مثل الفيلة والرئيسات والحيتان والدلافين. نرى كل هذه السلوكيات الثلاثة واضحة. لذا فهو نوع من السلوكيات المبنية على الفضول والسلوكيات العدوانية والسلوكيات الجنسية. وفي الحقيقة، الدلافين أكثر عرضة لذلك من الغربان. كان لدي رد الفعل نفسه تماماً في المرة الأولى التي رأيتُها فيها. فكرت: “يا إلهي، ما الذي يحدث هنا؟”، ثم راجعت الأدبيات وقلت: “أوه، هذا حقاً شيء يحدث بين هذه الحيوانات الاجتماعية الذكية”. يبدو أن هناك طرقاً متنوعة تماماً تصدرها هذه الحيوانات استجابةً لموت أحدها. فقد صدر منها هذا السلوك مراراً وتكراراً.
هل تشير هذه الطقوس إلى أن الطيور تشعر بأي نوع من التعاطف بين بعضها وبعض؟
هذا سؤال صعب. أحد الأشياء التي اضطلعنا بها هو دراسة تضمنت تصوير الخلايا العصبية. فقد أخذنا غرباناً برية ووضعناها مؤقتاً في الأسر. ولدينا تقنية التصوير غير المميتة الرائعة هذه التي تمكننا من أن نأخذ غراباً مستيقظاً ونظهر له غراباً نافقاً ثم نخدره. نضعه في ماسح ضوئي ونستخدم مادة كيميائية لتتبع نشاط دماغه قبل وقت مبكر عندما كان مستيقظاً ونظر إلى غرابٍ نافق. ثم تخرج الغربان من جهاز التصوير، تستيقظ ثم نطلقها.
أردنا أن نفهم شعورها تجاه الغراب النافق. اعتقدنا أننا من خلال النظر إلى الدماغ، قد تأخذ فكرة أفضل عنها. دماغ الطيور مختلف تماماً عن دماغ الثدييات من نواحٍ كثيرة، لكن من نواحٍ أخرى، هما متشابهان. لديهما أجزاء تضطلع بالشيء نفسه بنحو أساسي، بما في ذلك اللوزة Amygdala، وهي المركز العاطفي للدماغ.
أردنا أن نرى ما إذا كانت اللوزة قد أضاءت عندما رأت غرباناً نافقة. ووجدنا أن ذلك لم يحدث. المنطقة التي تضيء مماثلة لقشرة الفص الجبهي Prefrontal cortex لدينا، وهي جزء صنع القرار أو التفكير في أدمغتنا. يتماشى هذا بنحو جيد مع ما رأيناه في دراساتنا الميدانية الأخرى عندما تستخدم الغربان هذه التجارب كمؤشرات على الخطر، وتتخذ أنواع القرارات بناءً على تلك المعلومات. هنا مجدداً، كما ذكرتُ من قبل، كنا نظهر لها غرباناً غير مألوفة، فهل كانت ستضيء اللوزة لو أنها رأت رفيقها نافقاً؟ لا أستطيع الإجابة عن ذلك.
ومع ذلك، إذا وضعنا كل ذلك جانباً، وقلنا إن تلك الدراسات المعينة قد لا تكون قادرة على الإجابة عن هذا السؤال، فقد أجرينا دراسات أخرى صممت خصيصاً لتقييم التعاطف. وقد أظهرت هذه بعض المؤشرات الواعدة حقاً على أنه نعم، في الواقع، هذه الطيور قد تبدي بالفعل تعاطفاً.
الطريقة التي أجرينا بها هذه الدراسات هي النظر إلى ما يسمى “عدوى المشاعر” Emotion Contagion. والعدوى هي في الأساس فكرة أنه إذا كان صديقكِ حزيناً وقلتِ: “مرحباً، ما الأمر؟” وقال لكِ: “أنا حزين حقاً”، ثم قلتِ: “أوه لا، أنا حزينة الآن أيضاً!”. هذا هو التعاطف، أليس كذلك؟ هو أن نحس بمشاعر شخص آخر.
لقد تمكنا من إظهار أن الغُدّافات قادرة على شيء يشبه ذلك تماماً. كانت هناك هذه الدراسة الصغيرة الرائعة وكانت لديهم غرفتان حيث وضعوا غُدّافاً عارضاً وغُدّافاً مراقباً. لم يكن في إمكانهما التفاعل الواحد مع الآخر، لكن أمكنهما رؤية أحدهما الآخر. وُضع أمام الغُدّاف العارض صندوق يمكنه النظر داخله. لكن لا يستطيع الغُدّاف المراقب رؤية ما بداخله. يمكنه فقط أن يرى كيف يتفاعل الغداف العارض معه. وفي نصف الحالات حصل العارض على شيء رائع حقاً، شيء لذيذ. لقد تحمس كثيراً له. وفي النصف الآخر من التجارب، حصل على شيءٍ ممل. نظر في الصندوق وقال: “لا أهتم لهذا”. كان المراقب يرى كل ذلك. ثم أعطى الباحثون المراقبَ صندوقاً، ووجدوا أن الطيور المراقبة التي شاهدت أحد العارضين متحمساً جداً لما كان في صندوقه، تصرفت على نحو: “أوه، دعني أفعلْ هذا! دعني أنظرْ في هذا الصندوق. أنا متحمس جداً!”. وبدت المجموعة الأخرى، كأنها تقول: “لا أريد الاقتراب من هذا الصندوق. لا أعرف ماذا يوجد فيه. لستُ مهتماً، أبعدوه عني”.
وهذه هي عدوى العاطفة. هذا هو النظر إلى رد فعل شخص ما والشعور بالطريقة نفسها التي يشعر بها أيضاً. لذلك لن أستخدم دراستي كطريقة لمعرفة ما إذا كانت هذه الطيور تظهر تعاطفاً أو لا، ولكن هناك أشخاصاً يبحثون في ذلك، ويبدو أن هناك دليلاً على أنها قادرة على التعاطف بالفعل.
(corvidresearch@) كايلي هي باحثة في مجال الطيور بجامعة واشنطن. حصلت على درجة الدكتوراه في سلوكيات الغراب حيال الموت. تدير تحدي #CrowOrNo الأسبوعي على Instagram وFacebook وTwitter