أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافات

”غضب الجوع“ أمر حقيقي، وهناك أساس علمي لذلك

علماء يتقصَّون تناول الطعام والمشاعر يبينون أن الجوع يمكن أن يدفع حقاً إلى الغضب

إنها ظاهرة شائعة: ابقَ وقتاً طويلاً من دون طعام، وستبدأ في الشعور ببعض الانزعاج… إذا أردنا أن نصف الأمر بكلمات لبقة. الأشياء التي ربما لا تزعجك ومعدتك ممتلئة ستجعلك تشهر قبضتك وتجعل الدم يحتقن في عروقك.

إلى اليوم، كان استخدام كلمة ’Hangry‘ الإنجليزية للتعبير عن الشعور بغضب الجوع استخداماً عامياً بوجه عام وليس بالمعنى العلمي. ولكن عندما قال أحدهم لعالم نفس اجتماعي إنه يشعر بغضب الجوع قرر تقصي هذا الشعور بمزيد من التفصيل (على الأرجح بعد تناول وجبة خفيفة).

قال البروفيسور فيرين سوامي Viren Swami، المؤلف الرئيس للدراسة من جامعة أنغليا روسكين Anglia Ruskin University: ”طرأت فكرة [البحث] جزئياً لأن زوجتي تقول في كثير من الأحيان إنني غاضب بسبب الجوع، لكنني لم أفكر في غضب الجوع على أنه أمر حقيقي… بل بنحو أساسي، لأنني مهتم بتأثير الجوع والأكل في المشاعر والسلوكيات البشرية“.

سوامي وزملاؤه هم أول من فكر في دراسة الشعور بغضب الجوع على وجه التحديد، لكن أبحاثاً سابقة في المختبر أشارت إلى وجود ارتباط بين الجوع والمزاج.

قال سوامي: “في بعض الأنواع غير البشرية، ثبت أن الحرمان من الطعام يزيد من الدافع إلى الانخراط في عمل عدواني للاستحواذ على موارد الطعام… وفي البشر كان الجوع محور دراسات تتعلق بالصعوبات المزاجية والسلوكية، خاصة عند الأطفال، ولكن النتائج جاءت متباينة”.

في البحث الجديد، طُلب إلى 64 بالغاً من وسط أوروبا تسجيل مشاعرهم ومستويات جوعهم عدة مرات خلال يومهم. على مدى ثلاثة أسابيع، وجد الباحثون أن التقلبات في الغضب والانفعال والكدر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالجوع.

”في بعض الأنواع غير البشرية، ثبت أن الحرمان من الطعام يزيد من الدافع إلى الانخراط في عمل عدواني“

في الواقع كان الجوع مسؤولاً عن %34 من الاختلاف في مشاعر الغضب لدى المشاركين. أما مشاعر الانفعال فقد كان الجوع مسؤولاً بنسبة %37 عنها.

لا يزال السبب الدقيق الذي يجعلنا عصبيين من جراء الجوع غير معروف. قدم الباحثون عدداً من الاقتراحات – يمكن ربطه بانخفاض مستويات الغلوكوز في الدم الذي ثبت في تجارب سابقة أنه يزيد من التهور والعدوانية. أو ربما يمكن أن يؤثر نقص الطعام في قدرة الشخص على الانضباط والتحكم الذي يقول البعض إنه يثير مشاعر سلبية مثل الغضب. لكن الدراسة الحالية ركزت على إيجاد الرابط، وليس سبب وجوده.

بالنسبة إلى أولئك الذين يصابون بغضب الجوع، قال سوامي إن زيادة الوعي بالشعور بحد ذاته يمكن أن تقلل من احتمال أن يؤدي الجوع إلى مشاعر وسلوكيات سلبية لدى الأفراد.

وقال سوامي: ”على الرغم من أن دراستنا لا تقدم طرقاً للتخفيف من المشاعر السلبية الناجمة عن الجوع، فإن الأبحاث تشير إلى أن القدرة على تصنيف المشاعر يمكن أن تساعد الناس على التحكم فيها، مثل إدراك أننا نشعر بالغضب لمجرد أننا جائعون“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى