أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
طب وصحة

فهم حمية الكيتو

هل يمكن لحمية منخفض الكربوهيدرات أن تساعد على تعزيز وظائف الدماغ؟

مايكل موزلي Michael Mosley

تظهر أنواع الحمية وتختفي، لكن يبدو أن حمية الكيتو Keto diet تتمتع بقوة أكبر على الاستمرار. إنها حمية منخفضة الكربوهيدرات، تنطوي على زيادة تناول الدهون والبروتينات على سبيل التعويض.
ومن كثير من النواحي تعد حمية الكيتو مجرد إعادة اختراع لحمية أتكينز Atkins diet، التي بدورها كانت إعادة اختراع لحمية بانتنغ Banting diet، التي سميت باسم ويليام بانتنغ، وهو متعهد فيكتوري كان يعاني السمنة المفرطة، والذي نشر في عام 1863 رسالة شهيرة عن البدانة Corpulence، عدد فيها فوائد تقليل تناول الكربوهيدرات. ولحمية الكيتو منتقدوها، لكن هناك أدلة على أنها يمكن، على المدى القصير على الأقل، أن تساعد على خسارة الوزن وقد تفيد في علاج داء السكري من النوع الثاني.
عندما تقلل تناول الكربوهيدرات بشكل كبير، يتحول جسمك إلى استخدام الدهون كمصدر للوقود، مما ينتج عنه الكيتونات التي يمكن للدماغ استخدامها كمصدر للوقود، جنباً إلى جنب مع الغلوكوز. بطريقة ما، يبدو أن الدماغ يستفيد من هذا التبديل. وقد عرفنا لفترة طويلة أن اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات قد يكون فعالاً في علاج الصرع.
سيسرّ عشاق حمية الكيتو أيضاً بنتائج دراسة جديدة نُشرت في مجلة مرض ألزهايمر، تظهر أنها قد تفيد الأشخاص الذين يُظهرون علامات مبكرة للتدهور المعرفي. وتستند هذه الادعاءات إلى دراسة تجريبية صغيرة شملت 14 من المسنين المصابين بمشكلات إدراكية خفيفة، أخضع تسعة منهم باحثون من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز Johns Hopkins لحمية أتكينز المعدلة (MAD). أما الأشخاص الخمسة الآخرون؛ فقد اتبعوا حمية قياسية و«صحية».
طُلب إلى المتطوعين الذين اتبعوا حمية أتكينز المعدلة الالتزام بتناول أقل من 20 غم من الكربوهيدرات يوميّاً، دون قيود على السعرات الحرارية. ويحتوي النظام الغذائي الأمريكي النموذجي على أكثر من 250 غم من الكربوهيدرات يوميا. للتأكد من التزامهم بالحمية، فقد أخضع المتطوعون لفحص البول بانتظام باستخدام عصي الكيتو Keto sticks، التي تقيس الكيتونات غير المستخدمة، والتي تُفرز في البول.
إذاً، كيف تحسن متبعو حمية أتكينز المعدلة؟ حسناً، طُلب إلى المجموعتين إكمال العديد من الاختبارات المعرفية واختبارات الذاكرة قبل بدء الحمية الجديدة، وبعد ستة أسابيع ثم مرة أخرى بعد 12 أسبوعاً. وجد الباحثون تحسنا كبيرا في درجات اختبارات الذاكرة، ولكن فقط في مجموعة حمية أتكينز المعدلة. وتزامن تحسّن الذاكرة مع ذروة مستويات الكيتونات لدى المتطوعين، عند قياسها في بولهم.
يعتقد الدكتور جيسون برنت Jason Brent، أستاذ الطب النفسي من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، والباحث الرئيسي في الدراسة، أن النتائج واعدة، لكنه يود معرفة ما إذا كان نظام أخف من هذا النهج، الذي يشمل إضافة المشروبات الكيتونية، سيكون بالقدر نفسه من الفعالية. وعلى الرغم من أنني لست مستعداً بعد للتخلي عن تناول الخبز تماماً، فإنني أنتظر نتائج الدراسات الأخرى باهتمام كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى