كيف تتذكر السلاحف البحرية الشاطئ الذي وُلدت فيه؟
سيدا بيرفندي Seda Pirefendi
تخرج السلاحف البحرية التي تفقس من أعشاشها، وتندفع نزولاً على الشاطئ باتجاه المياه وتسبح مبتعدة إلى عرض البحر حيث تتغذى وتنمو. بعد عدة سنوات وبعد أن تكون قد قطعت آلاف الأميال، تعود السلاحف البالغة إلى مسقط رأسها، لتتزاوج وتضع بيضها. إنها رحلة بحرية مذهلة تطورت على الأرجح لمنح الصغار أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة (إذا نجحت سلحفاة في أن تفقس على شاطئ ما، فإن هناك احتمال جيد في أن يكون هذا الشاطئ ما زال موقعاً مناسباً للتعشيش عند عودتها).
لإنجاز هذا العمل الفذ، تعتمد السلاحف على مجموعة من الحواس. عندما تسبح متجهة إلى عرض البحر، هناك دليل على أن السلاحف يمكنها الإبحار باستخدام موقع الشمس. الروائح أيضا مهمة. ففي اختبارات أجريت في الأحواض المائية، استجابت صغار السلاحف البحرية ضخمة الرأس لرائحة الطين المتدفقة في الهواء، بأن سبحت ورؤوسها خارج الماء، لكنها تجاهلت الروائح الأخرى، الأمر الذي يشير إلى أنها تتعرف على رائحة الأرض المميزة.
ربما تكون حاسة السلاحف الأكثر أهمية، والأكثر غموضاً بالتأكيد، هي الاستقبال المغناطيسي Magnetoreception – أي قدرتها على اكتشاف المجال المغناطيسي للأرض. من غير المعروف بالضبط كيف تفعل ذلك، ولكن صغار السلاحف تتبع بوصلة مغناطيسية داخلية أثناء سباحتها لأول مرة بعيداً عن الشاطئ. تجد السلاحف وجهتها معتمدة على الاختلافات الطفيفة في المجالات المغناطيسية. حول فلوريدا، على سبيل المثال، تتعرف السلاحف ضخمة الرأس على التوقيع المغناطيسي لشاطئ الولادة.
لوحظ مؤخراً أن السلاحف البحرية الخضراء التي جرى تتبعها بالأقمار االصطناعية في المحيط الهندي تتبع خريطة مغناطيسية بدائية. وقد تجاوزت في كثير من الأحيان جزيرة وجهتها بمئات الأميال، لكنها كانت قادرة على إعادة ضبط مسارها أو البحث إلى حين العثور على هدفها، ربما باستخدام مجموعة من الحواس. HS