لماذا أنا مخلوق تحكمه العادات؟
قضايا حساسة يتناولها خبراء مجلة “مدار”
احتفظ أحد أصدقائي بعشر علب أو أكثر من حبوب الإفطار نفسها مصفوفة في مطبخه. فقد كان يستحسن هذه الحبوب بالذات ولم يرغب في أن يضيع وقته في التفكير والبحث عن بديل. ما فقده في التنوع والعفوية، عوضه بالكفاءة. هذا، باختصارٍ، هو فضيلة العادات، إنها سلوكيات تلقائية ومتعلَّمة تقدم إجابة سريعة لألغاز الحياة.
من دون عادات، ستصاب بالشلل بسبب مداولات لا تنتهي من لحظة استيقاظك كل يوم، سواء للاستحمام ثم الأكل أو الأكل ثم الاستحمام، وماذا تأكل، وماذا ترتدي، والطريق الذي تسلكه إلى العمل، أو مكان ركن السيارة.
يمكن أن تكون العادات أيضاً مريحة. إذا اتبعت الروتين نفسه كل يوم، فأنت تعرف على الأغلب ما يمكن توقعه. إذا كان هذا يناسبك، فأنت على سلم الصفات الشخصية من المحتمل أن تسجل درجات منخفضة في ”الانفتاح على التجربة“ Openness to experience، وهو اتجاه يميل إلى الارتفاع مع تقدم العمر. لا تتعلق مساوئ العادات في أن بعضها غير صحي بنحو واضح، ولكن بأن اتباع كثير منها يمكن أن يعيق إبداعك، ويحرمك من فرص الاكتشاف التي تحدث بالمصادفة.
إذا كنتَ ترغب في التغيير، فضع في اعتبارك أن العادات تنطلق من إشارات في البيئة، مثل علبة حبوب الإفطار في المطبخ، والمقهى في الطريق إلى العمل. هذا ما يجعل الإجازات ترياقاً رائعاً. ضع نفسك في مواقف جديدة وستجد أنك مجبر على التفكير من جديد بدلاً من الاعتماد على العادات القديمة.