أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
أسئلة وأجوبة

لماذا نشعر بالملل؟

الملل يشبه الحكة المزعجة، وهو أن تعلم أنك تود فعل أمر آخر غير ما تفعله في ذلك الوقت. في بعض الأحيان يكون الموقف هو المَلوم في ذلك، مثل أن تكون عالقاً في نوبة عمل يتطلب التكرار، أو تستمع بأدب إلى جار ثرثار. في أوقات أخرى، قد تكون لديك حرية التصرف كما يحلو لك، وأنت تعلم أنك تريد أن تفعل شيئاً، لكنك لا تعرف ماذا بالضبط. لاحظ كيف تختلف هذه السيناريوهات عن حالة اللامبالاة المتمثلة في عدم الرغبة في فعل أي شيء.
الملل غير مريح، ومن الناحية التطورية، يبدو أن وظيفته التكيفية هي أنه يحفزنا إلى إجراء تغيير في ظروفنا، لفعل شيء أكثر أهمية لنا من الناحية الشخصية. فيما يتعلق بهذا هناك بحث يوضح أن الملل يمكن أن يعزز الإبداع، ربما بسبب الطريقة التي تحفزنا على التفكير والبحث عن معنى.
يبدو أن بعض الناس يعانون المللَ أكثر من غيرهم. يستخدم علماء النفس استبانات لقياس “قابلية الملل” Boredom proneness التي يرون أنها قريبة من أن تكون سمة شخصية. يميل أصحاب الدرجات العالية إلى الاتفاق على أن الوقت يمر ببطء، وأنهم يجدون صعوبة في الترفيه عن أنفسهم، من بين عبارات أخرى مماثلة يستخدمونها لوصف شعورهم بالملل. للأسف الأشخاص الذين يعانون الملل المزمن معرضون بدرجة كبيرة لخطر الإصابة بالاكتئاب والإدمان، فهم غالباً ما يلجؤون إلى المشروبات الكحولية والمخدرات والأجهزة الرقمية لتخفيف انزعاجهم وعدم ارتياحهم، على الرغم من أن مثل هذه الاستراتيجيات لا تَعِد إلا براحة مؤقتة وسطحية. للتغلب على الملل حقاً، يكمن السر في العثور على أنشطة ذات مغزى شخصي، وتوفر الخلطة الصحيحة من التحدي والإبداع. CJ


لماذا يكون طعم البيتزا لذيذاً في اليوم التالي؟

تمنح ليلة في الثلاجة نكهات البيتزا القوية وقتاً لتندمج وتتعتق بطريقة مُرضية. تحافظ البيتزا على هيكلها عندما تكون باردة، إذ تمنع طبقة الطماطم الدهون الموجودة في الجبن من التسرب إلى القاعدة المُعدة من العجين. تؤثر درجة حرارة البيتزا على إدراك التذوق، إذ تحتوي الأطعمة الباردة بوجه عام على نكهات أقل حدة من الأطعمة الدافئة. عند درجات حرارة تتراوح بين 15 و35˚س، تنفتح القنوات الحساسة للحرارة في مستقبلات الطعم الحلو والمر باللسان على مصاريعها، مما يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل لإرسال إشارات قوية إلى الدماغ. في درجات الحرارة المنخفضة، بالكاد تفتح القنوات وتكون الإشارات أضعف. لا تتأثر مستقبلات الطعم المالح والحامض بدرجة الحرارة بالطريقة نفسها ويمكن للبيتزا الباردة أن يكون مذاقها أكثر ملوحة. ED

فيل بلاك، أكسفورد Phil Black, Oxford

 

كيف تؤثر دورات ميلانكوفيتش في المناخ؟

للأرض تاريخ طويل من التناوب العرضي بين الفترات الجليدية وعصور ما بين جليدية. وحتى الوقت الحالي، فإن أفضل تفسير لهذه التغيرات هو الانحرافات الدورية في مدار الأرض حول الشمس والتي تسمى دورات ميلانكوفيتش Milankovitch cycles. تسبب هذه الدورات اختلافات منتظمة في مقدار الحرارة التي نتلقاها من الشمس.
تحدث التغييرات في شكل مدار الأرض حول الشمس بنمط دوري؛ إذ يسبب سحب الجاذبية من الأجرام الأخرى في المجموعة الشمسية اختلاف مدارنا من شبه دائري إلى ما هو أقرب إلى المدار الإهليلجي. عندما يكون مدار الأرض في أقصى درجاته الإهليلجية، يزداد الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض بنسبة %23 خلال أقرب اقتراب لنا من الشمس. تدور الأرض حالياً في مدار هو الأقرب إلى مدارها الدائري (أقل شكل إهليلجي لمدارها). تُعرف هذه الدورة باسم الاختلاف المركزي Eccentricity وتحدث على مدار نحو 100,000 عام.
يتضمن الانحراف Obliquity، المعروف أيضاً باسم الميل المحوري، تغييرات في زاوية ميل محور دوران الأرض، وهذا هو سبب تغير الفصول. على مدى المليون سنة الماضية أو نحو ذلك، تفاوتت الزاوية بين 22.1 و24.5 درجة، ومع انخفاض الانحراف، تصير فصولنا أكثر اعتدالاً.
إضافةً إلى ذلك تتذبذب الأرض قليلاً حول محور دورانها، مثل لعبة دوامة تدور مائلة قليلاً إلى الخارج من المركز. يؤدي هذا إلى نشوء المبادرة Precession وينتج عن تأثير جاذبية الشمس والقمر على خط استواء الأرض. تُملي المبادرة موعد الحضيض الشمسي Perihelion (أقرب اقتراب للشمس) والذي يحدث حالياً في 3-4 يناير عندما يكون الشتاء في نصف الكرة الشمالي، والصيف في نصف الكرة الجنوبي. تُحدث المبادرة تبايناتٍ موسمية أكثر تطرفاً في أحد نصفي الكرة الأرضية، وأقل حدة في نصف الكرة الآخر. لذلك، في خلال نحو 13,000 عام، ستؤدي حركة المبادرة إلى تبديل ظروفنا الحالية، وسيشهد نصف الكرة الشمالي مزيداً من التطرف في الإشعاع الشمسي.
ولكن دورات ميلانكوفيتش لا علاقة لها بالفترة الحالية للاحترار السريع، لأنها تعمل على نطاقات زمنية أطول بكثير مما نشهده حالياً. وهي تتراوح من عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من السنين، ومن دون تأثير البشر، تشير مواقعنا المدارية الحالية إلى أن كوكبنا ينبغي أن يشهد تبريداً بدلاً من الاحترار.

جيمس إدواردز James Edwards

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى