مشاهدة مولد ثقب أسود للمرة الأولى
في يونيو 2018 لاحظ علماء الفلك ظهور جرم ساطع غامض في كوكبة هرقل Constellation of hercules. ظل الجرم مرئيّاً لأكثر من أسبوعين بقليل، وخلال هذه الفترة أطلقوا عليه اسم «البقرة» Cow. الآن، يعتقد العلماء الدارسون لهذه الظاهرة أن ما شاهده علماء الفلك كان تكوّن ثقب أسود أو نجم نيوتروني Neutron star.
عندما تحرق النجوم كل محتواها من الطاقة، فإنها إما تنفجر متحولة إلى نوفا (مستعر) Nova أو سوبرنوفا Supernova، أو تنهار مشكلة قزماً أبيض، أو نجماً نيوترونياً، أو ثقباً أسود، اعتماداً على كتلتها. وعندما رُصدت البقرة، ظن الفلكيون أن الضوء الساطع لابد أنه آتٍ من سوبرنوفا. لكن البقرة احترقت بوتيرة أسرع وأشد سطوعاً من أي سوبرنوفا رُصد من قبل، لذلك قرر فريق بقيادة الدكتورة رافاييلا مارغوتي Raffaella Margutti من مركز الاستكشاف والبحث العلمي المتعدد الاختصاصات في الفيزياء الفلكية بجامعة نورث وسترن Northwestern University في إلينوي إجراء مزيد من الأبحاث. وقالت مارغوتي: «نعلم من الناحية النظرية أن الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية تتشكل عندما يخمد النجم، لكننا لم نشهدها بعد ولادتها مباشرة».
جمع الباحثون بيانات من عدة تلسكوبات- مرصد دبليو إم كيك WM Keck Observatory في هاواي، ومرصد إم إم تي MMT في أريزونا، وتلسكوب سور SoAR في تشيلي، والمصفوفة الكبيرة جدّاً Very Large Array في نيو مكسيكو، ومرصدي نيوستار NuSTAR وإكس إم إم – نيوتن XMM-Newton الفضائيين- لدراسة الأطوال الموجية المختلفة للضوء الوارد من البقرة. وعن طريق دمج مشاهدات كل من هذه التلسكوبات- ولوجود القليل من المواد المقذوفة التي تدور حول البقرة- تمكن الفريق من استراق النظر إلى الجرم حتى مصدر إشعاعه المركزي واستنتاج أنه يجب أن يكون ثقباً أسود حديث الولادة أو نجماً نيوترونيّاً.