أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافاتفضاء

ناسا تصدم كويكباً بمركبة فضائية وتحرفه عن مساره

تُعَد المهمة خطوةً كبيرة إلى الأمام في حماية الأرض من كويكبات مدمرة قد ترتطم بها

تدفقات المواد المقذوفة من الكويكب بعد الاصطدام. يمثل كل مستطيل طبقة مختلفة من التباين لتسهيل دراسة عملية الاصطدام

في 27 سبتمبر 2022، أصابت المركبة الفضائية المزدوجة لاختبار إعادة توجيه الكويكبات Double Asteroid Redirection Test (اختصاراً: المركبة دارت [سهم] DART) التابعة للوكالة ناسا على نحو مباشر هدفَها ديمورفوس Dimorphos. وبعد جمع البيانات وتحليلها، أعلنت وكالة الفضاء أن التصادم نجح في حرف الكويكب عن مساره.

يمثل هذا النجاح المرة الأولى التي تغير فيها البشرية حركة جِرم سماوي، وهي خطوة كبيرة إلى الأمام في حماية الأرض من كويكبات مدمرة تهدد بالارتطام بها.

قال بيل نيلسون Bill Nelson، مدير ناسا: ”إن مسؤولية حماية كوكبنا تقع على عاتقنا جميعاً؛ فلا وطن لنا غيره“.

وأضاف: ”تُظهر هذه المهمة أن ناسا تحاول أن تكون جاهزة لأي شيء يقذفه الكون في اتجاهنا. لقد أثبتت الوكالة ناسا أننا حازمون في الدفاع عن الكوكب. هذه لحظة فاصلة بالنسبة إلى الدفاع عن الكوكب والبشرية جمعاء، وهذا يدل على التزام فريق ناسا الاستثنائي والتزام شركائها من معظم أنحاء العالم“.

الكويكب المستهدف ديمورفوس

بعد الاصطدام جرى توجيه تلسكوبات أرضية نحو الكويكب لتحديد مدى تغير مداره حول الكويكب ديديموس Didymos المرافق له.

على الإثر أكد فريق باحثي المركبة DART أن التأثير اختصر 32 دقيقة من وقت دورانه، وقلَّصه من 11 ساعة و55 دقيقة إلى 11 ساعة و23 دقيقة.

على الرغم من أن هذا قد لا يبدو على درجة كبيرة من الأهمية، فإن أصغر الانحرافات يمكن أن تغير مسار الكويكب تغييراً كبيراً بسبب المسافات الكبيرة التي تقطعها مثل هذه الكويكبات. قالت د. لوري غليْز Lori Glaze، مديرة قسم علوم الكواكب في الوكالة ناسا في مقر ناسا بواشنطن: ”هذه النتيجة هي خطوة مهمة نحو فهم التأثير الكامل لارتطام المركبة DART بالكويكب المستهدف“.

”مع ورود بيانات جديدة كل يوم، سيتمكن علماء الفلك من أن يقيِّموا، على نحو أفضل، ما إذا كان يمكن استخدام مهمة مثل المركبة DART في المستقبل، وكيف يمكن استخدامها للمساعدة على حماية الأرض من التصادم مع كويكبات، إذا اكتشفنا يوماً أن أحدها يتجه نحونا“.

ما زال الفريق يجمع بيانات عن التصادم، ويأمل الكشفَ عن مزيد من التفاصيل حول الارتطام.

قالت د. نانسي تشابوت Nancy Chabot، مسؤولة تنسيق المركبة DART من مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية Johns Hopkins Applied Physics Laboratory في لوريل بولاية ماريلاند: ”وفرت لنا المركبة DART بعض البيانات الرائعة حول كل من خصائص الكويكبات وفعالية المصادم الحركي كتقنية للدفاع عن الكوكب. ويواصل فريق DART العمل على مجموعة البيانات الثرية هذه للتوصل إلى فهم كامل لاختبار الدفاع الكوكبي الأول في حرف كويكب عن مساره“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى