ليس أومواموا هو الجرم الوحيد الذي جعل الأفراد يتحدثون عن تكنولوجيا المخلوقات الفضائية، فقد اكتُنفت الأجرام اللا أرضية أيضا في الإعتام الغامض لنجم تابي Tabby’s Star. ويقع النجم على بعد نحو 1,500 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الدجاجة Cygnus، وسمّي على اسم عالمة الفلك تابيثا بوياجيان Tabetha Boyajian، وهي المؤلفة الرئيسية لدراسة أجريت في عام 2015 وأظهرت أن سطوع النجم ينخفض أحياناً بسرعة بنسبة %22. وكما لوحظ أن السطوع الكلي للنجم انخفض ببطء أكثر على مدار عدة عقود. واكتشف التباين القصير المدى تلسكوب كيبلر الفضائي Kepler spcace telescope، والذي تمثلت مهمته بالعثور على الكواكب الغريبة عن طريق تحليل ضوء النجوم البعيدة، والبحث عن الانخفاضات في ضوء النجوم عند مرور كوكب أمامها. ومع ذلك، وعلى عكس إعتام نجم تابي، يكون الإعتام الناتج من الكواكب متساوي التباعد؛ لأنه يحدث في كل مرة يكمل الكوكب الغريب مداره، كما أنه صغير نسبياً- عادة أقل من %1. وتقول عالمة الفيزياء الفلكية، الدكتورة إيفا بودمان Eva Bodman، من جامعة ولاية أريزونا Arizona State University «لا يزال نجم تابي يزداد غرابة».
ما السبب المحتمل لإعتام النجم؟ إحدى الأفكار هي اندفاع مجموعة من المذنبات في المناطق الداخلية للمجموعة الشمسية للنجم؛ مما تنتج منه كميات هائلة من الغبار. وهذا الغبار الموزع بشكل غير متساو هو ما قد يمنع بعضاً من ضوء النجم من الوصول إلينا؛ مما يسبب التغير السريع في سطوعه. ولكن هذا لا يفسر النمط الآخر من الإعتام الطويل الأمد على مدى عقود- حيث يتبدد غبار المذنب خلال بضعة أشهر فقط. وأدى ذلك إلى ادعاء آخرين أن الجاني قد يكون هياكل ضخمة بنتها مخلوقات فضائية متقدمة لاستخلاص طاقة النجم. وإذا وزّعت هذه التكنولوجيا بشكل غير متساوٍ حول النجم، فقد تُحدث انخفاضات متقطعة أثناء دورانها، كما ستمنع المزيد من الضوء بمرور الوقت عند إنشاء المشروع (مما يفسر الإعتام على المدى البعيد). ولكن هذه فكرة ترفضها بودمان وتقول: «إنها فكرة ممتعة، لكنها دُحضت على نحو قاطع». وهي تشير إلى المشاهدات المتعلقة بالإعتام السريع، التي تُظهر حجب مزيد من الضوء عند الطرف الأزرق من الطيف مقارنة بالطرف الأحمر. وللضوء الأزرق طول موجي أقصر، ولذلك فهذا ما يمكن توقعه بالضبط إذا تناثرت عبره حبيبات الغبار الصغيرة (يحدث أقصى انتشار للضوء عندما يتفاعل مع أجرام مماثلة في الحجم لطوله الموجي). ومع ذلك، فإن تحليل طيف الضوء المرتبط بالإعتام الطويل الأجل ينطوي على حبيبات غبارية أكبر حجما. لذلك، ربما كنا نشاهد سحابة معقدة من حبيبات الغبار ذات الأحجام المختلفة، والتي تحجب مقادير متفاوتة من الضوء مع تغير اتجاهها بمرور الزمن.
ومع ذلك، فإن مصدر كل هذا الغبار لا يزال لغزاً. وتعود الاختلافات الطويلة الأجل في سطوع نجم تابي إلى تسعينات القرن التاسع عشر على الأقل. ولا يمكن أن يبقى الغبار طوال هذه الفترة الزمنية، لذلك يبدو أن هناك عملية ما تُضيف مزيداً من الغبار بعد نقله بعيداً بفعل الضغط الخارجي لضوء النجم، وتقول بودمان: «ليس هناك تفسير واضح لما يحدث».