أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اكتشافاتعلم الإنسان

هل أنت من محبي الطبيعة؟ قد يكون ذلك مطبوعاً في جيناتك

تشير دراسة أُجريت على أكثر من 1,000 مجموعة من التوائم إلى أن الانجذاب إلى المساحات الطبيعية موروث جزئياً من الوالدين.

توصلت دراسة أجراها باحثون من جامعة كوينزلاند University of Queensland وجامعة سنغافورة الوطنية National University of Singapore إلى أن حبنا للعالم الطبيعي منطبع جزئياً في جيناتنا.
باستخدام البيانات التي جمعتها دراسة التوائم TwinsUK، وهي الدراسة الأكثر تفصيلاً وشمولاً التي أُجريت على التوأم على الإطلاق، قارن الفريق التوريث الجيني لنوعين من السمات- مدى قوة شعور الشخص بالارتباط بالطبيعة، ومقدار الوقت الذي يقضيه في الطبيعة- لدى أكثر من 1,000 مجموعة من التوائم.
ووجدوا أن التوائم المتطابقة التي تشترك في جميع جيناتها تقريباً، كانت من حيث حبها للطبيعة أكثر تشابهاً بعضها مع بعض من التوائم الشقيقة التي تشترك في نحو نصف جيناتها.
وقالوا إن هذا التأثير الجيني وُجد بنسبة ما بين %34 لتكرار زيارات الحدائق و%48 لزيارات الأماكن الطبيعية العامة.
قال البروفيسور ريتشارد فولر Richard Fuller، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة كوينزلاند University of Queensland: “لقد فوجئنا حقاً بما وجدناه… هذا يعني أنه قد تكون هناك اختلافات جينية فطرية بين الارتباط النفسي للناس بالبيئات الطبيعية، وكيف يختبرونها. تساعد نتائجنا على تفسير سبب رغبة بعض الأشخاص في الحضور في الطبيعة أكثر من غيرهم”.
أظهرت دراسات سابقة أن البيئة التي ينشأ الناس ويعيشون فيها، سواء كانت حضرية أو ريفية، تؤثر في مدى رغبتهم في أن يكونوا وسط الطبيعة، أو أن يتوقوا إلى خوض تجارب في الهواء الطلق، وأن أولئك الذين نشؤوا في مناطق ريفية هم أكثر تقديراً للطبيعة.

“زيادة إمكانية الوصول إلى الطبيعة لسكان المدن من خلال مشروعات مثل الحدائق العامة ستكون مفيدة”

ولكن هذه هي الدراسة الأولى التي تشير إلى أن علم الجينات يؤدي دوراً في مدى شعورنا بقوة الارتباط بالطبيعة.
يقول الباحثون إنه نظراً إلى أن مزيداً ومزيداً من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية يبلغون عن مستويات منخفضة من الرفاه Wellbeing، وهم أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق، فإن الدراسة تسلط الضوء على أهمية تقريب الناس من الطبيعة.
قال المؤلف الرئيس للدراسة د. شيا-تشين تشانغ Chia-Chen Chang، من جامعة سنغافورة الوطنية National University of Singapore: “إن قضاء بعض الوقت في المنزل في الحديقة يمكن أن يكون طريقة رائعة لخوض تجربة بسيطة في الطبيعة، ولكن هذا لا يمكن تحقيقه دائماً، خاصةً لمن يعيشون في المناطق الحضرية”.
وأضاف أن “زيادة إمكانية الوصول إلى الطبيعة لسكان المدن من خلال مشروعات مثل الحدائق العامة ستكون مفيدة جداً وستؤدي دوراً مهماً في تحسين الرفاه النفسي للناس عموماً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى