هل الأرض «حديقة حيوان مجرّيِّة»؟
بقلم: ميندي فايسبرغر
لماذا لم تتسلم الأرضُ أي رسالة من كائنات فضائية حتى الآن؟ أحد الاحتمالات هو كوننا سكاناً غافلين فيما يسمى «حديقة الحيوان المجرّية». كان هذا أحد السيناريوهات التي استكشفتها مجموعة من الباحثين الدوليين في اجتماع لمنظمة مراسلة الذكاء خارج الأرض (اختصارا: المنظمة METI) غير الربحية قبل عدة أشهر.
وجمعت هذه الفعالية التي عقدت في متحف «مدينة العلوم والصناعة» في باريس، نحو 60 عالماً تباحثوا في إمكانية التواصل مع كائنات فضائية ذكية افتراضية. وقد ناقشوا «الصمت العظيم» The Great Silence- لماذا لم تتواصل معنا الكائنات الفضائية- لاستكشاف احتمال يعرف بـ«فرضية حديقة الحيوان». واقتُرحت الفرضية لأول مرة في سبعينات القرن العشرين، وتصف الأرض ككوكب يخضع بالفعل للمراقبة من قبل «حراس حديقة الحيوان المجرية» Galactic Zookeepers الذين يحجبون أنفسهم عمداً عن اكتشاف البشر واتفقوا على التعامل مع الأرض كمنطقة «برية».
وإذا كانت هناك كائنات فضائية ذكية، فأين هي، ولماذا لم نعثر عليها بعد؟ هذا اللغز الذي طرحه في عام 1950 الفيزيائي الإيطالي إنريكو فيرمي Enrico Fermi،
يُعرف بمفارقة فيرمي Fermi’s paradox، وما زال يحيّر الخبراء حتى اليوم.
ناقش رئيس المنظمة METI، دوغلاس فاكوش Douglas Vakoch، فكرة مفادها أن الكائنات الفضائية على علم بوجود الأرض وأنها تراقب الكوكب كحديقة للحيوان. وأشار فاكوش إلى أنه إذا كانت هذه هي الحال؛ فسيتعين على البشر بذل جهود مضاعفة لإعداد رسائل يمكنها الوصول إلى «حراسنا» لإظهار ذكائنا.
لكن ماذا لو لم نكن جزءاً من حديقة حيوان لاأرضية شاسعة؟ ماذا لو قيّمت البشرية من قبل حضارات لاأرضية وأخضعنا «لحجر صحي» من قبل جيراننا المجرّيين؟ قال جان بيير روسبار Jean-Pierre Rospars، الرئيس المشارك للاجتماع، ومدير الأبحاث الفخري في المعهد الوطني للأبحاث الزراعية (اختصاراً: االمعهد INRA)، إن الكائنات الفضائية خارج الأرضية ربما تعزلنا بنشاط عن التواصل معها من أجل مصلحتنا؛ لأن التفاعل مع الكائنات الفضائية سيكون «مدمراً ثقافيّاً» بالنسبة إلى الأرض.
إذا أردنا أن نسمع من الكائنات الفضائية، ربما لا نحتاج إلّا إلى التحلي بالصبر. فالأرض موجودة منذ أكثر من 4.5 بليون سنة، لكن الأبحاث خارج الأرضية بدأت منذ أقل من 50 عاماً، وفقاً لما أوردته مجلة «باري ماتش» Paris Match عن مدير القبة السماوية في مدينة العلوم والصناعة، سيريل بيرنباوم
Cyril Birnbaum.