ستيفن كيلي Stephen Kelly
السفر عبر الفضاء الفائق Hyperspace – وهي قدرة سفن الفضاء على السفر بسرعة الضوء – هو جزء لا يتجزأ من عالم حرب النجوم Star Wars. المسلسل الجديد بعنوان الماندالوريان The Mandalorian، على سبيل المثال، سيكون عرضاً مختلفاً تماماً لو اضطُر ماندو Mando وغورغو Grogu إلى الانتظار 6,000 سنة للطيران من كوكب إلى آخر. لكن هذا يجعلنا نطرح السؤال حول مدى إمكانية الحصول على مثل هذه التكنولوجيا. هل سنحقق في يوم من الأيام القدرة على السفر مسافات شاسعة عبر الفضاء من دون الاضطرار إلى تداول أجيال من رواد الفضاء؟ أو إنه محكوم علينا بأن نبقى عالقين في هذا الركن من المجرة؟
للإجابة عن ذلك يحتاج البروفيسور باتريك جونسون Patrick Johnson، مؤلف كتاب فيزياء حرب النجوم The Physics Of Star Wars، إلى توضيح ما ينطوي عليه بالتحديد السفر عبر الفضاء الفائق. يقول: ”إذا كنا نتحدث عن فكرة أن سفن الفضاء في حرب النجوم تتسارع قُدماً بسرعة الضوء أو أسرع منه، فهذا غير معقول… سرعة الضوء هي السرعة القصوى المحددة للكون. بمجرد أن تسافر أسرع من الضوء، يبدأ السبب والنتيجة في الانهيار. يمكنك مشاهدة حدث يقع على بُعد خمس سنوات ضوئية، والسفر بسرعة أكبر من سرعة الضوء باتجاهه والوصول إلى هناك قبل حدوثه. إنه في الأساس السفر عبر الزمن“.
يقول جونسون إن الخيار الأكثر واقعية هو أنه بدلاً من السفن التي تتسارع بسرعة الضوء في حرب النجوم، تمكنهم تقنية القيادة الفائقة Hyperdrive من إنشاء ثقب دودي Wormhole من أجل السفر من نقطة في الفضاء إلى أخرى. يقول: ”سيكون الأمر أشبه بطي قطعة من الورق وإحداث ثقب فيها حتى تتمكن نملة من النفاذ إلى الجانب الآخر“. قد يفسر ذلك أيضاً لماذا، في بعض مسلسلات الفضاء في حرب النجوم، تبدو السفن كأنها تسافر عبر نفق أزرق. (على الرغم من وجود مشاهد أخرى بالطبع، مثل عندما يقود الأدميرال هولدو Vice-Admiral Holdo سفينة بسرعة الضوء عبر سفينة أخرى في الجيداي الأخير The Last Jedi وهو ما يضفي قوة على نظرية التسارع Accelerating theory).
يقول جونسون إن مشكلة إنشاء ثقب دودي هو أن أحداً لا يعرف كيف يفعل ذلك؛ إنها نظرية أكثر من كونها عملية. يقول: ”ربما يكون من الأسهل أن نعثر على ثقب دودي موجود مسبقاً وأن نأمل فقط أن يؤدي إلى المكان الذي نريد الذهاب إليه… أما إحداث واحد منها، فسيستغرق ذلك عقوداً من الطاقة البشرية. وذلك قبل أن نكتشف كيف يمكن استهداف الوصول إلى موقع معين“.
يصر جونسون أيضاً على أن أي ثقب دودي يجب أن يكون بعيداً عن الأرض. ”بالعودة إلى التشبيه بطي الورقة، لن ينتهي الأمر على خير بالنسبة إلى النملة إذا حدث أن كانت في المكان الذي يثقب فيه قلم الرصاص الورقة. سنحتاج إلى جزء فارغ وغير مشغول من الفضاء، إلى جانب حسابات معقدة على نحو لا يصدق ونوع من خريطة حديثة للنجوم، لضمان أن الكوكب الذي ستنتقل إليه موجود في المكان الصحيح“.
في هذه المرحلة، يبدو الخياران كلاهما غير محتملَين بالقدر نفسه، وهذا يعني أننا عالقون في مجموعتنا الشمسية في المستقبل المنظور. لكن جونسون يعيش على أمل أنه حتى إن لم نتمكن من زيادة سرعتنا لبلوغ سرعة الضوء، فإنما يمكننا تطوير طرق للسفر مسافات طويلة عبر المجرة.
يقول: ”في غياب المحركات الفائقة أرى أن أفضل ما لدينا للوصول بعيداً في فترة زمنية معقولة هو تكنولوجيا الشراع الشمسي… ستعمل هذه مثل أشرعة السفن، ولكن بدلاً من الرياح ستستخدم ضوء نجم لدفع السفينة إلى الأمام ومنحها بنحو أساسي إمداداً غير محدود من الوقود. سيكون التسارع صغيراً في البداية، ولكن بعد 10 سنوات يمكن الحصول على ما يصل إلى 20% من سرعة الضوء، وهو أمر جيد جداً“.
هذه الفكرة واعدة، لكننا لن نحجز للذهاب وقضاء تلك الإجازة في كوكب تاتوين Tatooine بعد.
الحكم النهائي
مهما بلغ قدر الطاقة والجهد اللذين نحن على استعداد لبذلهما، يظل السفرُ عبْر الفضاء غيرَ ممكن في كوننا.
ستيفن كيلي (StephenPKelly@)
ستيفن كاتب في الثقافة والعلوم متخصص في التلفزيون والسينما.