أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الحياة

هل يجدر بنا أن نبحث عن كائنات فضائية؟

حتى لو أن كل ما نعرفه هو أننا وحدنا، فإن البحث يستحق المخاطرة، كما يجادل لورد مارتن ريس LORD MARTIN REES. وإن أي كائن قد نجده في نهاية المطاف سيكون على الأرجح على علم بوجودنا.

”هل نحن وحدنا؟“ هو سؤال ربما يطرحه في أكثر الأحيان الناس العاديون على علماء الفلك. لا شك أن البحث عن ذكاء خارج كوكب الأرض يستحق العناء، مع أنَّ احتمالات النجاح في ذلك ضئيلة، لأن المخاطر كبيرة جداً. لهذا السبب يجدر بنا أن نرحب بمشروع اختراق الاستماع Breakthrough Listen– وهو مشروع مدته 10 سنوات يموله المستثمر الروسي يوري ميلنر Yuri Milner لشراء الوقت للعمل مع بعض أفضل التلسكوبات الراديوية في العالم وتطوير أدوات لمسح السماء بطريقة أكثر شمولاً واتساقاً.

ولكن حتى إن نجح البحث (وقليل منا قد يراهنون بأكثر من %1 على هذا)، فمن غير المرجح أن تكون ‘الإشارة’ الآتية من كائنات فضائية رسالة يمكن فك شفرتها. من المرجح أن تشكل منتجاً ثانوياً (أو حتى عطلاً) لآلات معقدة فائقة بعيدة تماماً عن فهمنا، ويمكن تعقب نسبها إلى كائنات عضوية فضائية على كوكب ربما كان تطوره قد بدأ قبلنا ببليون سنة (أو تطلب بليون سنة أقل) مقارنةً بما حصل على الأرض.

من المنطقي أن تركز عمليات البحث أولاً على كواكب شبيهة بالأرض تدور حول نجوم معمَّرة. لكن مؤلفي الخيال العلمي يذكروننا بأن هناك بدائل أكثر غرابة. وعلى وجه الخصوص، قد تكون عادة الإشارة إلى الكائن الفضائي إي تي ET على أنه ‘حضارة فضائية’ طرحاً محدوداً جداً. تشير ‘الحضارة’ إلى مجتمع من الأفراد: على النقيض من ذلك، قد يكون الكائن إي تي ذكاءً واحداً متكاملاً. وحتى إن أُرسلت إشارات إلينا، فقد لا نتعرف عليها على أنها مصطنعة لأننا قد لا نعرف كيف نفك شفرتها. قد يواجه مهندس راديو على دراية بتعديل السعة صعوبة في فك شفرة الاتصالات اللاسلكية الحديثة.

”الكائنات الفضائية المتقدمة ستكون بالفعل على علم بوجودنا، وسنكون محط اهتمامها“

 

المراقبة والانتظار

أجد صعوبة في فهم المخاوف التي يعبر عنها البعض بشأن إرسال أي إشارات من شأنها أن تكشف عن وجودنا: الكائنات الفضائية المتقدمة ستكون بالفعل على علم بوجودنا وسنكون محط اهتمامها لأننا من الواضح أننا نمر بمرحلة انتقالية من حضارة تكنولوجية كمخلوقات من لحم ودم إلى كيان روبوتي معقد شبه أبدي.

ربما تعج مجرة درب التبانة بالفعل بحياة متقدمة وربما سيتصل أحفادنا بمجتمع في المجرة بصفتهم ‘أعضاءً صغاراً’ فيها. من ناحية أخرى قد يكون الغلاف الحيوي المعقد للأرض فريداً وقد تفشل عمليات البحث. هذا من شأنه أن يخيب آمال الباحثين. لكن سيكون له جانب إيجابي. عندئذ يمكن أن يكون البشر أقل تواضعاً على مستوى الكون. يمكن أن يكون الكوكب الصغير الذي نحن عليه- هذه النقطة الزرقاء الباهتة العائمة في الفضاء- أهم مكان في الكون كلِّه. في كلتا الحالتين، يبدو أن موطننا الكوني ‘مضبوط’ ليكون مثوى للحياة. وحتى إن كنا وحدنا في الكون، فقد لا نكون تتويجاً لهذا ‘الدافع’ نحو التعقيد والوعي.

أخيراً هناك قاعدتان مألوفتان تتعلقان بهذا المسعى. أولاهما أن ‘الادعاءات غير العادية ستتطلب أدلة غير عادية’، والثانية أن ‘غياب الدليل ليس دليلاً على الغياب’.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى