هل يمكن للبشر تصغير حجمهم؟

إنه طائر صغير! إنها طائرة صغيرة! إنه الرجل النملة! نعم، عاد البطل الخارق في الفيلم الجديد الرجل النملة والدبور: كوانتومانيا Ant-Man And The Wasp: Quantumania، حيث يتقلص إلى حجم الجسيمات الذرية.

فكرة تصغير حجم الأشخاص تحظى بشعبية في أفلام الخيال العلمي – فكر في فيلم رحلة رائعة Fantastic Voyage أو عزيزتي، لقد قزمتُ الأطفال  Honey, I Shrunk The Kids، لكن هل هذا ممكن في الواقع؟ جيمس كاكاليوس James Kakalios، أستاذ الفيزياء من جامعة مينيسوتا University of Minnesota، ومؤلف كتاب فيزياء الأبطال الخارقين The Physics Of Superheroes، غير مقتنع بذلك.

يقول: «الفكرة الأولى التي تطرأ في ذهني هي: أتمنى ذلك. الفكرة الثانية هي: لا». ويضيف: «تحدد حجمَ الذرات ميكانيكا الكم والكهرباءُ الساكنة، وهي تنطوي على مجموعة من الثوابت الأساسية والتفاعلات الأساسية. الثوابت ثابتة؛ لا تتغير. ومن دون القدرة على تغيير تلك الثوابت، ومن دون القدرة على تغيير طبيعة التفاعل الكهروستاتيكي، لا توجد طريقة لتقليل حجم الذرة».

حسناً، هذا ليس صحيحاً، لأن د. هانك بيم  Hank Pym – الرجل النملة الأصلي الذي أدى دوره مايكل دوغلاس Michael Douglas – لم يكتشف فقط كيف يقلص حجم سكوت لانغ Scott Lang (بول رود Paul Rudd) إلى حجم نملة، بل أيضاً كيف يحتفظ بكامل قوته مع بقائه خفيف الوزن.

يقول كاكاليوس: «إذا كانت لديك كتلة نملة، فلن تتمكن من توجيه ضربة قاضية لرجل شرير»، مفترضاً أن بيم كان عليه أن يكتشف طريقةً ليغير لانغ كتلته كما يشاء في أثناء القتال. يقول: «عندما يجلس على نملة، فإنه لا يسحقها بالطريقة نفسها التي أفعل… هذا يجعلني أعتقد أن بيم يمكنه التلاعب بمجال هيغز Higgs field، وهو الشيء الذي يعطي كل المادة الكتلة Mass والقصور الذاتي Inertia الذي لديها. ومن ثم فهذان شيئان مستحيلان تماماً! يا له من عبقري!».

من دون مثل هذا الابتكار، سيكافح لانغ، الرجل النملة، ليخرج من كيس ورقي. ولكن إذا كان بيم قد اكتشف بالفعل كيف يمكنه زيادة كتلة لانغ الصغيرة في الوقت نفسه الذي يوجه فيه لكمة، فقد يجعله ذلك مميتاً. يقول كاكاليوس: «كان عليه توخي الحذر. يمكن أن يُحدث ذلك ثقباً صغيراً في رقبته وأن يثقب الوريد الوداجي. سيكون الأمر مثل إصابته برصاصة».

بالمناسبة، هناك نظرية شائعة بين معجبي البطل الخارق تنتشر على منصات الإنترنت مُفادها أن الرجل النملة ربما يكون أقوى أبطال سلسلة أفلام أفنجرز Avengers على الإطلاق؛ وأنه، هو وحده، لديه القدرة على قتل الشرير ثانوس Thanos ووقف كل أحداث فيلمي Infinity War وEndgame من الحدوث.

كل ما عليه فعله هو أن يتقلص إلى حجم نملة، ويتسلق داخل ثانوس من فتحة معينة، ثم ينفجر إلى حجمه الكامل، مما يؤدي نظرياً إلى تدمير ثانوس في هذه العملية.

ما رأي جيمس كاكاليوس، البروفيسور المتميز، في تلك النظرية؟ يقول: «يا إلهي. ما الذي تشير إليه! ما سأقوله هو أن ثانوس قوي جداً، ربما من الداخل والخارج. فلنفترض أن سكوت، وهو بحجم نملة في البدء، يتمدد في غرفة محاطة بجدران خرسانية بسمك أميال في جميع الاتجاهات. كل ما سيفعله هو أن يكسر جمجمته».

إذن ما الذي تقوله يا جيمس، هل يمكن أن يكون لدى ثانوس أحشاء من الفولاذ؟

يقول: «أتعلم، أود أن أقول إن هذه هي الحالة التي أنا على استعداد لأن أنزع قبعتي العلمية وأقول: لست في حاجة إلى تجربة علمية للتحقق من ذلك».

الحكم النهائي
للأسف، في العالم الحقيقي، ليس من الممكن كسر قوانين الفيزياء، مما يعني أن الأبطال الخارقين يحتاجون إلى البقاء بحجم جسم الإنسان بغض النظر عن كون الأمر مُملَاً.

 ستيفن كيلي (StephenPKelly@)
ستيفن كاتب في الثقافة والعلوم متخصص في التلفزيون والسينما.