لارا هوبكنز، لندن Lara Hopkins, London
لقد قرأنا جميعاً أو سمعنا أن تناول السمك مفيد للدماغ. في الواقع، تصدرت دراسة كبيرة في عام 2008 عناوين الصحف عندما اقترحت أن تناول الأسماك الزيتية قد يقلل من التلف الضار الذي يصيب الدماغ والمرتبط بمرض ألزهايمر.
لكن، هل تصمد هذه الادعاءات لدى التدقيق فيها؟ إن مراجعات كوكرين Cochrane Reviews هي مصدرٌ جيدٌ للمعلومات إذ إنها تحلل بشكل مستقل جميع الأدلة المتاحة للاستفادة منها في عملية صنع القرار في مجال الرعاية الصحية. والأدلة على الأسماك الزيتية وتأثيرها في الدماغ غير مقنعة. فعلى سبيل المثال، أظهرت مراجعة كوكرين لعام 2012 أن تناول زيوت السمك لم تحدث فرقاً في الوقاية من الخرف. وفي عام 2016 وجدت مراجعة كوكرين مماثلة أن زيوت السمك لم تحدث فرقاً كذلك لدى الأشخاص المصابين بالفعل بمرض ألزهايمر. فماذا عن الاكتئاب؟ للأسف، وجدت مراجعة كوكرين لعام 2015 أن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة حول ما إذا كانت لزيوت السمك أي فائدة هنا أيضاً.
لذلك يبدو أن هناك القليل من الأدلة القوية على أن الأسماك الزيتية تحسن وظيفة الإدراك وتحمي من حالات مثل الخرف أو تساعد الأشخاص المصابين بالاكتئاب. ومع ذلك، فقد أظهرت بعض الدراسات فائدتها لدى الفئران، لذلك ربما تكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
مع ذلك، لا تزال هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا توصي بتناول الأسماك الزيتية كجزء من نظام غذائي صحي، لأنه من المرجح أن يكون لها بعض الفوائد الصحية الإيجابية، بما في ذلك الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. NM