إسكتلندا قد تتخلف عن تحقيق أهداف المناخ
يجب إحراز مزيد من التقدم في تخفيض الانبعاثات من قطاعات مثل الزراعة والنقل.
قال مستشارو المناخ الحكوميون في إسكتلندا إنها قد تخفق في تحقيق هدفها المناخي إذا فشلت في اتخاذ مزيد من الإجراءات لخفض انبعاثاتها.
وفي العام الماضي حددت إسكتلندا لنفسها هدفاً طموحاً للوصول إلى مستوى صافٍ صفري لانبعاثات غازات الدفيئة Net zero emissions بحلول عام 2045، أي قبل خمس سنوات من سائر أنحاء المملكة المتحدة. لكن يتعين عليها حاليّاً تعزيز سياساتها المتعلقة بتغير المناخ من أجل تحقيق الهدف، حسبما قالت لجنة تغير المناخ Committee on Climate Change. وقال اللورد ديبن Lord Deben، رئيس اللجنة التي تقدم المشورة للمملكة المتحدة وبرلماناتها المفوضة: «الأضواء مسلطة حاليّاً على خطة إسكتلندا لتحقيق تخفيضات ذات مغزى في جميع قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك المباني والنقل البري والزراعة واستخدامات الأراضي». وأضاف أن «إسهاماتها في تخفيض الانبعاثات أمر حيوي لنجاح إسكتلندا».
وفي حين كانت إسكتلندا رائدة في مجال الكهرباء المتجددة وخفض الانبعاثات من النفايات، فقد أُحْرِزَ تقدمٌ أقل في خفض انبعاثاتها في قطاعات مثل النقل والزراعة.
المطلوب عمل جِديّ
وفي العام الماضي أخطرت لجنةُ تغير المناخ حكومةَ المملكة المتحدة أن هناك فجوة متزايدة بين طموحها المناخي والسياسات المعتمدة بالفعل. وقالت إن المملكة المتحدة لا تزال بعيدة عن المسار الصحيح لميزانياتها الكربونية الملزمة قانوناً بسبب التقدم البطيء في مجالات النقل والمباني والزراعة واستخدامات الأراضي. ويعد تقدم إسكتلندا والمملكة المتحدة على نحو أوسع، على جبهة المناخ، عاملاً مهمّاً بشكل خاص هذا العام لأنها في نوفمبر 2020 ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للمناخ COP26 وهو حدث رئيسي.
وقالت لجنة التغير المناخي إن مصداقية كل من المملكة المتحدة وإسكتلندا، كرئيس ومضيف للمؤتمر على التوالي، تعتمد على «العمل الحقيقي في الداخل». وسيُعقد المؤتمر في غلاسكو ويعتبر موعداً نهائيّاً رئيسيّاً للدول لرفع طموح أهدافها. وتضع التعهدات الحالية العالم على مسار سيرفع درجات الحرارة العالمية بمقدار ثلاث درجات سيليزية، وليس 1.5 °س أو «أقل بكثير من 2 °س» التي تعهد بها اتفاق باريس.
وقالت كارولين رانس Caroline Rance، الناشطة في مجال المناخ والطاقة في جمعية أصدقاء الأرض في إسكتلندا Friends of the Earth Scotland: «هذا هو مؤتمر الأطراف COP الذي سيبدأ فيه اتفاق باريس فعليّاً. نحتاج حقّاً من غلاسكو أن تقدم الزيادات في الطموح التي ستؤدي إلى سدّ تلك الفجوة للاقتراب من تحقيق هدف 1.5 °س».
في رسالتها للعام الجديد سلطت رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا ستورغن Nicola Sturgeon الضوء على قمة نوفمبر باعتبارها موعداً رئيسياً للعام المقبل، قائلة إنها ستمنح إسكتلندا فرصة أن تكون قدوة تُحتذى. لكن رانس تقول إن إسكتلندا والدول الصناعية الأخرى لا تفعل ما يكفي لمعالجة أزمة المناخ؛ و«ما زالت لا تسهم بقسطها العادل».