لا تدع دمك يفور
الحفاظ على ضغط الدم في مستوى صحي أمر أساسي. إليكم ما أفعل لذلك
مايكل موزلي Michael Mosley
مايكل كاتب علمي ومذيع يقدم برنامج “ثقي بي، أنا طبيب”. وأحدث مؤلفاته كتاب بعنوان كوفيد19-: كل ما تحتاج إلى معرفته عن فيروس كورونا والسباق للحصول على اللقاح COVID-19: Everything You Need To Know About Coronavirus And The Race For The Vaccine (منشورات: Short Books)
بمناسبة عيد الميلاد الماضي، طلبت إلى زوجتي جهازاً لقياس ضغط الدم. فليس هذا بالهدية الرومانسية، لكنه بالتأكيد أفضل من الجوارب. لديّ تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب، وأدرك أن المصابين بارتفاع ضغط الدم نادراً ما تظهر عليهم أعراض. لذا، إذا لم نقس ضغط الدم؛ فلن نعرف أن لدينا مشكلة إلى أن نصاب بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. ويشير بحث جديد إلى حدوث ضرر طويل الأمد في الدماغ، حتى عندما يكون ضغط الدم أعلى بقليل مما يمكن اعتباره “طبيعياً”.
في دراسة حديثة نُشرت في نوفمبر في مجلة القلب الأوروبية European Heart Journal، درس باحثون من جامعة أكسفورد University of Oxford مسوحات الدماغ بالتصوير بالرنين المغناطيسي لدى 37,041 شخصاً جرى قياس ضغط دمهم قبل ذلك بنحو عشر سنوات. وقد وجد الباحثون أن حتى مستويات ضغط الدم المرتفعة بشكل طفيف والتي تقل عن العتبة التي يوصى عندها بإعطاء العلاج، ارتبطت بتلف في الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ.
يتراوح ضغط الدم الانقباضي الصحي المثالي بين 90 و 120 مم زئبق، فماذا يمكنكم أن تفعلوا إذا كان ضغط الدم مرتفعاً على نحو طفيف؟ حسناً، إن فقدان القليل من الوزن وممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين ستساعد كلها، ولكن تناول أطعمة معينة يساعد أيضاً، أو على الأقل هذا ما اكتشفناه في برنامج “ثق بي، أنا طبيب”، عندما أجرينا تجربة صغيرة مع د. آندي ويب Andy Webb من جامعة كنغز كوليدج لندن King’s College London، قبل عدة سنوات.
أردنا أن نختبر صحة ما يُشاع بأن الشمندر والثوم والبطيخ يمكن أن تخفض ضغط الدم. ويقال إن الأطعمة الثلاثة تعمل كلها على زيادة مستويات أكسيد النيتريك في الجسم، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى اتساع الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم.
اخترنا 28 متطوعاً يعانون ضغط دم أعلى بقليل من النطاق الصحي وقسمناهم إلى ثلاث مجموعات. ففي الأسبوع الأول من تجربتنا الصغيرة، تناولت المجموعة الأولى فصين من الثوم يومياً، في حين تناولت المجموعة الثانية شريحتين كبيرتين من البطيخ يومياً، وأكلت المجموعة الثالثة حبتي شمندر كاملتين. يبدو الأمر لذيذاً!
في الأسبوعين الثاني والثالث بدلنا ما تأكله كل مجموعة بحيث إنه بعد ثلاثة أسابيع، أكل كل شخص حصته من كل نوع من الطعام.
إذن، ماذا حصل؟ حسناً، كان متوسط ضغط الدم الانقباضي للمتطوعين في البداية 133.6 مم زئبق. ففي حمية الشمندر انخفض هذا إلى 128.7 مم زئبق. فاستهلاك فصين من الثوم في اليوم أعطى نتيجة مماثلة (129.3 مم زئبق). فهذا مشابه لما توصلت إليه دراسات أكبر. ومع ذلك، كانت هناك خيبة أمل لمحبي البطيخ، حيث أدى تناوله إلى تغييرات متواضعة جداً.
لا يبدو انخفاض ضغط الدم بنحو 5 مم زئبق كثيراً، لكن الدراسات تشير إلى أنه إذا جرى الحفاظ عليه فسوف يترجم إلى تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية بنحو %10.
أنا أحب الثوم ويسعدني أن أملأ طبقي بالشمندر والخضراوات الأخرى الغنية بالنترات، مثل الجرجير والسبانخ والسلق والبروكلي. وإذا كان ضغط دمكم، مثلي، مشكوكاً فيه بعض الشيء، فقد ترغبون في حيازة جهاز لمراقبة ضغط الدم في المنزل أو أن تطلبوا واحداً لعيد ميلادكم.