ربط ازدياد قصر النظر في مرحلة الطفولة بزيادة الوقت أمام الشاشات وقضاء الوقت في الداخل خلال كوفيد-19
أظهرت دراسة جديدة أجريت في هونغ كونغ أن قضاء مزيد من الوقت في الداخل في أثناء جائحة كوفيد-19 ربما سبب ازدياداً كبيراً في قصر النظر لدى الأطفال. استندت النتائج التي نُشرت في المجلة البريطانية لطب العيون British Journal Of Ophthalmology إلى دراسة هونغ كونغ المستمرة لعيون الأطفال Hong Kong Children Eye Study التي تدرس باستمرار حالات عيون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات.
وجدت الدراسة أن %19.5 من 709 أطفال أُخضِعوا للبحث في بداية الوباء (بين ديسمبر 2019 ويناير 2020) أصيبوا بقصر النظر خلال ثمانية أشهر.
كان إجمالي معدل الإصابة بقصر النظر خلال سنة لدى الأطفال البالغين من العمر ست سنوات في فترة كوفيد هو %28، وهذا أعلى بكثير من نسبة %17 التي سُجلت لدى الأطفال الذين شملتهم الدراسة قبل الجائحة.
لاحظ الباحثون أن هذه التغييرات تزامنت مع انخفاض الوقت الذي يقضيه الأطفال في الخارج، من نحو 75 دقيقة يومياً قبل الوباء إلى 24 دقيقة في أثناء الوباء.
كما زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات بصورةٍ كبيرةٍ خلال هذه الفترة، من ساعتين ونصف الساعة في اليوم إلى سبع ساعات.
يوضح المؤلفون أن هذه البيانات اعتمدت على استبانات، مما قد يؤثر في دقة البحث. أيضاً، نظراً إلى أنها دراسة محلية في هونغ كونغ، لم يتمكن الباحثون من تحديد ما إذا كانت النتائج نفسها ستظهر بين الأطفال في المملكة المتحدة ودول أخرى.
وخلص الباحثون إلى أنه ”على الرغم من كل هذه القيود التي لا يمكن التغلب عليها في الدراسة، تُظهر نتائجنا الأولية تطوراً مقلقاً لقصر النظر يستدعي اتخاذ إجراءات علاجية مناسبة“.
قال جيمس إس وولفسون James S Wolffsohn، أستاذ البصريات في جامعة أستون Aston University الذي لم يشارك في البحث، لمجلة بي بي سي ساينس فوكَس BBC Science Focus: “خلال الجائحة، تغيرت أنماط الحياة، مثل مقدار الوقت الذي يُقضى في مشاهدة الشاشات الرقمية والتعليم المنزلي ومدة الوقت الذي يُقضى في الهواء الطلق. حدد ما لا يقل عن تسع دراسات منشورة أُخضعت لمراجعة النظراء- لا تشمل دراسة هونغ كونغ الجديدة هذه- زيادةً في تطور قصر النظر في أثناء الوباء”.
لكن لحسن الحظ، قد لا يكون التأثير دائماً. أوضح وولفسون: ”وجدت إحدى الدراسات أن هذه الزيادة في قصر النظر انعكست جزئياً بعد رفع الحظر، مما يشير إلى أن التغييرات في تشنُّج تركيز العين وفي الهيكلية ساهمت في هذا المعدل المتسارع“.
