أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فلك وعلم الكونيات

«لقد اكتشفنا أبعد الأجرام التي رصدت في مجموعتنا الشمسية»

اكتشف فلكيون بقيادة الدكتور سكوت شيبارد من معهد كارنيغي للعلوم كــوكـــــب 2018 VG18 - وهــو كــوكـــب قــــزم جـــديــد أطــلــق عـلــيــه اســــم «فــار أوت» Farout.

كيف أمكنكم اكتشاف الكوكب القزم؟
أجرينا أكبر وأعمق مسح لأجرام المجموعة الشمسية البعيدة. ففي الماضي كانت لدينا تلسكوبات كبيرة، لكن كان الأمر يشبه البحث عن قشة في السماء- لم يكن بإمكاننا سوى تغطية مساحات صغيرة في أعماق باهتة. ولكن الكاميرات الرقمية التي نستخدمها الآن بحجم سيارة صغيرة، وهي تسمح لنا بتغطية مناطق أكبر. قبل خمس إلى ست سنوات كانت الصورة الواحدة أصغر من حقل القمر المكتمل، لكننا الآن نغطي عشرة أضعاف تلك المساحة.
وفي نوفمبر 2018 اكتشفنا أبعد الأجرام السحيقة التي شوهدت في مجموعتنا الشمسية، وهو يقع على مسافة 120 وحدة فلكية Astronomical unit [الوحدة الفلكية الواحدة هي المسافة من الأرض إلى الشمس]. وهذا أبعد بنحو 3.5 مرة من موقع بلوتو.

لماذا أطلق عليه اسم «فار أوت»؟
نحن نلتقط صورتين تفصل بينهما من بضع ساعات إلى يوم أو اثنين، ونبحث عن أي شيء يتحرك. النجوم والمجرات بعيدة، لذا فهي لا تتحرك حقّاً، لكن الأجرام في مجموعتنا الشمسية أقرب بكثير. وفي اللحظة التي رأيت فيها هذا الجرم- كان أبطأ جرم رأيته يتحرك – فتمتمت لنفسي قائلاً «فار أوت!»، وهو ما يعني «هذا رائع!» لذلك هناك دلالة مزدوجة لهذه الكلمة لأنه بعيد جدّاً، إنه جرم رائع جدّاً. وإذا كنت على فار أوت؛ فستكون الشمس مجرد نجم آخر في السماء.
ماذا نعرف عن مظهره؟
إنه يكتسي مسحة من اللون الوردي؛ مما يشير إلى أن سطحه جليدي لأنك إذا عرّضت الجليد للإشعاع الشمسي على مدى بلايين السنين، سيصير لونه ورديّاً. نحن نعلم مدى بُعد فار أوت كما نعلم درجة سطوعه تقريباً، ومن ثمَّ يمكننا استنباط حجمه. لا نعرف بالضبط مقدار الضوء الذي يعكسه، ما إن كان مشرقاً كالثلج أو مظلماً كالفحم، لكن إذا افترضنا أنه يقع في مكان ما بين الاثنين، فسيبلغ عرضه نحو 600 كم- وهي ربع مساحة بلوتو.
ويشير تعريف الكوكب القزم إلى أنه يجب أن يكون كبيراً بما فيه يكفي لأن تسحق الجاذبية المادة وتجعل الجرم كرويّاً. وفار أوت كبير بما فيه الكفاية. وفي الوقت الحالي نعلم بوجود 30 كوكباً قزماً أو أكثر- يقع معظمها في حزام كويبر Kuiper Belt، وهي المنطقة الواقعة بعد كوكب نبتون مباشرة. ومازلنا نواصل مسحنا، فقد غطينا نحو %20 من السماء حتى وصلنا إلى مستوى باهت جدّاً، ونأمل اكتشاف المزيد من الكواكب القزمة، إن لم يكن جرماً كبيراً مثل «الكوكب إكس» Planet X.

كيف يمكن لكوكب فار أوت مساعدتنا على العثور على «الكوكب إكس»؟
الكوكب إكس هو كوكب قد يكون موجوداً أو لا. ونعتقد أنه أقرب احتمالاً للوجود من العدم، لكن يرجح أن يكون أبعد بنحو خمس إلى عشر مرات من فار أوت. ويجب أن يكون الكوكب إكس هائلاً، أي أضخم من الأرض بخمسة إلى عشرة أضعاف. ومن ناحية الجاذبية (التثاقلية) يجب أن يهيمن على المنطقة الخارجية للمجموعة الشمسية، وفار أوت بعيد جدا لدرجة يدفع معها الكوكب إكس فار أوت في مختلف الأنحاء. ربما يستغرق مدار فار أوت أكثر من 1,000 سنة للالتفاف حول الشمس: سنحتاج إلى المراقبة لمدة سنة أو سنتين أخريين لرصد ما يكفي من حركة قوسه لتحديد مداره الكامل.

من أين أتى كوكب فار أوت؟
هذا هو اللغز الكبير. وقد يكون له مدار مستطيل يجلبه إلى المجموعة الشمسية الداخلية- إذا كان هذا صحيحاً، فقد تلامس مع أحد الكواكب العملاقة فلفظه إلى الخارج. ولكن إذا كان مداره لا يقربه بأي قدر منا؛ فمن الصعب تفسير ذلك، نظراً لأن كمية المواد المكونة لفار أوت لا تكفي لتكوين أجرام بهذه الضخامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى