هل يمكن للعلم تفسير كل شيء؟
جيمس لويد James Lloyd
هل يمكن أن يمتزج الدين مع العلم؟ يقع هذا هو السؤال في القلب من كتاب جون لينوكس الجديد، وهو عالم بالرياضيات ومسيحي متدين أيضاً. شرعت في قراءة كتاب لينوكس وأنا أشعر ببعض الخوف. لقد ترعرعت كمسيحي، لكن مع تزايد اهتمامي بالعلوم، بدا المجالان أقل توافقاً أحدهما مع الآخر بصورة متزايدة. يمثل العلم عالماً من الحقائق والنظريات التي يمكن اختبارها. أما الدين فهو عالم من الحجج الفلسفية، وفي مرحلة ما، يبدو أن الحجة المنطقية تنهار. ليست هناك تجربة على الأرض يمكنها إثبات وجود الروح، أو الإله، لذا فكثيرا ما يبدو لي الدين وكأنه يتطلب ما يشبه قفزة الثقة وهذا يتعارض مع الرؤية الشاملة للعلوم.
هناك الكثير من علماء الدين، لكن لينوكس- وهو أستاذ فخري للرياضيات في جامعة أكسفورد- يشير إلى سلسلة طويلة من المفكرين المؤمنين، بمن فيهم يوهان كيبلر Johannes Kepler وإسحق نيوتن Isaac Newton. تتمثل إحدى رسائل لينوكس المحورية في أن العلم يمكنه الإجابة على كيف وماذا، لكنه لا يعمل بشكل جيد في تحديد السبب (لماذا). يقدم الانفجار الكبير شرحاً جيداً للكيفية التي نشأ بها الكون، ولكن من يمكنه ذكر سبب حدوث ذلك؟ يقول المؤلف إن هذا هو الموضع الذي يمكن فيه للدين (أو بشكل أكثر تحديداً في قضية لينوكس، المسيحية) أن يملأ الفجوات. بالطبع، ربما لا نحتاج حتى إلى «لماذا» في المقام الأول، وفي هذه الحالة تكون الحجة ضعيفة.
ماذا عن الصراع الظاهر، مثلا، بين تفسير الكتاب المقدس للخلق وبين النظريات العلمية عن التطور والانفجار الكبير؟ يجادل لينوكس بأنه يمكن اعتبار بعض أجزاء الكتاب المقدس بمثابة استعارة مجازية، وأنه لا يوجد سبب لعدم تعايش وجهتي النظر هاتين. وفي جزء لاحق من الكتاب، يلجأ إلى الجوانب الأكثر حَرْفية Literal في الكتاب المقدس، ويعرض بعض الأدلة التاريخية الدامغة على موثوقية رواية العهد الجديد عن حياة المسيح.
أنظر دائما إلى المعجزات كواحدة من العقبات الرئيسية التي تعترض سبيل الدين. حجة لينوكس هي أن الإله الذي خلق الكون يمكنه أن يقرر بسهولة تعليق قوانين الفيزياء وأن يجترح المعجزات المذهلة المفصلة في الكتاب المقدس، بما في ذلك قيامة المسيح. هنا، يبدو أن لينوكس أقدم على قفزة الثقة، ويطلب منا أن نتبعه. لكنني ما زلت جالساً بين المتفرجين …