أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
أجهزة ذكيةتكنولوجيا

الراسبري باي 4

إيبن أبتون EbenUpton
إيبن هو مبتكر الراسبري باي والمؤسس المشارك لمؤسسة الراسبري باي. وفي عام 2016 حصل على وسام CBE (قائد في الإمبراطورية البريطانية) لخدماته في مجالي الأعمال والتعليم؛ وقد حاورته فيريتي بيرنز Verity Burns.

ماذا كان الإلهام وراء الراسبري باي؟
تأسست مؤسسة الراسبري باي قبل عشر سنوات استجابةً لتناقص الاهتمام بدراسة علوم الحاسوب في جامعات المملكة المتحدة. وفي كيمبريدج شهدنا انخفاض العدد إلى الثلث، وهو مؤشر يعكس مدى الاهتمام. فقد سألنا أنفسنا عن السبب في ذلك، وتوصلنا إلى استنتاج مفاده بأننا لم نكن ندرس الحوسبة في مدارس المملكة المتحدة كما ينبغي، وكذلك أن الحوسبة لم تعد في متناول الشباب كما كانت في السابق. مثّل الراسبري باي ومؤسسة الراسبري باي محاولتنا لمعالجة هذه المشكلة.

ماذا كان الهدف؟
تعلمت البرمجة على جهاز بي بي سي مايكرو BBC Micro. وكان الحاسوب موجوداً في المدرسة، وبدأت لتوي بالعمل عليه. وينطبق هذا %90 من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 55 عاماً، مثلاً، ممن يعملون في صناعة الحاسوب في المملكة المتحدة الآن. وقد اختفى هذا العالم من الأجهزة السهلة البرمجة تماماً. واستُبدلت هذه الآلات في المنازل بوحدات تحكم الألعاب والحواسيب اللوحية. وهذه كلها حواسيب قوية بشكل مذهل، لكنها غير مصممة لأن تُبرمج بواسطة مستخدميها. لم يَنْجُ من ذلك سوى الحواسيب الشخصية وأجهزة الماك Mac، وهي باهظة الثمن نسبيّاً، ومزعجة قليلاً ولا تُباع مزودة بأدوات التطوير. وبدأت مؤسسة الراسبري باي بصنع حاسوب تعليمي صغير ومنخفض التكلفة وقابل للبرمجة وقوي، وقد يستخدمه الأطفال في غرف نومهم ويتعلمون البرمجة.

والآن بعد أن بيع في جميع الأنحاء 27 مليوناً منها. لماذا تظن أنها ألهبت مخيلة الناس؟
هناك عنصر يتعلق بالتوقيت. وعلى الجانب التربوي جاء ذلك في وقت أدرك فيه الجميع مدى سوء المناهج الدراسية في مجال الحوسبة، ومن ثمَّ فقد استفدنا من روح العصر الثقافي في هذا الصدد. أعتقد أيضاً أن المملكة المتحدة كانت مكاناً ملائماً بشكل خاص للقيام بذلك؛ لأن لدينا ثقافة قوية من هواة الحاسوب، وكان لها صدى بينهم.
وكانت المفاجأة الحقيقية بالنسبة إلينا هي استخداماته الصناعية. وربما ينتهي نصف الوحدات التي نبيعها في مجال الصناعة، لأتمتة التحكم الصناعي والروبوتيات. وقد وددنا صنع جهاز تعليمي للأطفال، لكننا سرعان ما تعلمنا أنك إذا صنعت جهازاً قويّاً وسهل الاستخدام وعالي الأداء وممتعاً للأطفال؛ فسينتهي به الأمر أيضاً إلى تنفيذ مجموعة من التطبيقات الصناعية.

أخبرنا عن الراسبري باي 4.
الراسبري باي 4 هو الجيل السادس من الباي، ويوفر 40 ضعف أداء الجهاز الأصلي. لديه الآن ذاكرة قوية، بحيث يجد معظم المستخدمين أن بإمكانهم استبدال حواسيبهم المكتبية بـالراسبري باي، ولن يلاحظوا الفرق حقّاً. بالطبع، فقد احتفظنا بقدرات التواصل وسهولة الاستخدام في خط الراسبري باي الكلاسيكي وبالسعر المنخفض البالغ 35 دولاراً (34 جنيهاً إسترلينيّاً) للطراز الأساسي. ولم يكن الأمر سهلاً، ولكننا حققناه.
كيف يشارك الأفراد؟
التقط الراسبري باي وابدأ اللعب! لدينا الكثير من معلومات المنتج والموارد التعليمية لكل من التعليم الملقن والتعلم الموجه ذاتيّاً على الموقع raspberrypi.org، إضافة إلى معلومات لمساعدة الأشخاص على العثور على نادٍ للترميز في منطقتهم. وكذلك لدينا منتديات قد يتوجه إليها الناس وطرح أي أسئلة. إنه مجتمع متحمس لجميع مستويات القدرات.

ما مشروعك المفضل الأول الذي يجب على الأفراد تجربته؟
حسناً، هذا يعتمد على عمرك الجسدي والعقلي، لكن ما يتبادر إلى ذهني على الفور هو وسادة ووبي (انظر الصفحة المقابلة). وتقوم في الأساس بتبطين لوحتين ورقيتين بورق القصدير، وتضع كلا بينهما في مواجهة الأخرى بعضهما البعض، ومن ثم توصل كل منهما بسلك. وعندما يجلس أحدهم على اللوحة، يتلامس الطرفان، يكتشف الراسبري باي ذلك ويُصدر صوتاً فظّاً من اختيارك. إنه مشروع محبب جدا يمكنك القيام به في غضون خمس دقائق ولا يفشل مطلقاً في توليد ابتسامة. وهذا في النهاية هو ما يدور حوله الراسبري باي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى