أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تكنولوجيا

أداة جديدة لدى ناسا تعمل بالذكاء الاصطناعي تُظهر كيف يؤثر تغير المناخ فينا

يمكن أن يساعد النموذج على اتخاذ قرارات حياتية مهمة مع التحول الذي يشهده العالم

ستساعدنا أداة جديدة معززة بالذكاء الاصطناعي على مراقبة الأرض من الفضاء – وصولاً إلى ما يجري في الشارع. عُرضت هذه الأداة خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المعروف اختصاراً باسم مؤتمر الأطراف 28 (COP28) في نوفمبر 2023، ويقول مطوروها من الوكالة ناسا NASA وشركة آي بي إم IBM إنها ستقيس التغيرات البيئية التي حدثت بالفعل وتستخلص تنبؤات أدق حول المستقبل. ويمكن للنظام أن يساعد السلطات على وضع خطط الطوارئ قبل الأحداث المناخية المتطرفة، مثل تلك التي أصابت الكوكب في العام 2023، كما يساعدنا على تجنب سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من جراء الكوارث في المستقبل.

تشبه الأداة برنامج غوغل إيرث Google Earth الحاسوبي الذي يعرض صوراً ثلاثية الأبعاد استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية، لكن الخوارزميات تتيح للمستخدمين التبديل بين الطبقات البيانية الظاهرة على الخريطة أو الصور الرقمية وفحص مختلف العناصر مثل الغطاء النباتي وانبعاثات الكربون ومخاطر الفيضانات أو حرائق الغابات. وسيكون متاحاً للجميع ابتداء من العام 2024: للدول والشركات والجمعيات الخيرية وحتى لك أنت.

من الناحية النظرية يمكنك استخدامه للتخطيط للسفر ومعرفة الوجهات الملائمة لذلك، وتلك التي يجدر بك تجنبها، أو المكان الملائم لشراء منزل، وفق الدكتور خوان بيرنابي مورينو Juan Bernabé-Moreno، مدير الأبحاث في أيرلندا والمملكة المتحدة من مركز أبحاث آي بي إم الأوروبي IBM Research Europe. وقال بيرنابي مورينو لمجلة بي بي سي ساينس فوكس: ”إن استخدام التطبيق أمر متروك للناس. إن جعْله مفتوحَ المصدر يعني وضْعه في أيدي المجتمع“.

الأداة عبارة عن نموذج يعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنه رسم أو تخطيط أنظمة معقدة باستخدام بيانات خام، طورته شركة IBM مستعينة بخبرات ناسا ومجموعات البيانات الضخمة، بما في ذلك المعلومات الواردة من الأقمار الاصطناعية.

ومع ذلك قد لا يتمكن الحاسوب المحمول القديم الذي تستخدمه من تشغيل الأداة الجديدة. قال برنابي مورينو إن تشغيلها يتطلب على الأرجح ”عدة“ وحدات معالجة الرسومات Graphics Processing Units (اختصاراً: الوحدات GPUs)، وهي مكونات تتيح إنشاء الرسوم البيانية والمرئيات المعقدة. (تحتوي عديدٌ من أجهزة الحاسوب المخصصة للألعاب عالية الأداء على وحدتي GPUs).

في المستقبل يمكن أن يؤدي تطبيق هذا النوع من الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI على الطقس إلى تنبؤات أكثر دقة، وأن يحسن قدرتنا على التنبؤ بحدوث الأعاصير ومواسم الجفاف وغيرها من الأحداث المتطرفة. ويمكن أن يساعدنا ذلك على فهم الكيفية التي يؤثر وفقها تغير المناخ – مثل ذوبان الجليد القطبي على نطاق واسع – في حياتنا.

وقال بيرنابي مورينو إن الأداة يمكن أن تمكِّن المجتمعات أيضاً من تتبع مدى نجاح الحكومات في الوفاء بوعودها. في الواقع استخدمت حكومة كينيا نسخة مبكرة لتتبع التقدم المحرَز في برنامج إعادة التشجير الذي يغطي ست مقاطعات في غرب البلاد.

”لقد وضعنا في أيدي المجتمع القدرةَ على نمذجة المناخ والطقس، وهذا رائع“

وهذا جزء مما يسميه بيرنابي مورينو ”ديموقراطية الطقس والمناخ: لقد وضعْنا في أيدي المجتمع القدرةَ على نمذجة المناخ والطقس، وهذا رائع“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى