أشعر بأنه لا شيء أفعله جيد بما فيه الكفاية. كيف يمكنني التخلص من طريقة التفكير هذه؟
هاري بارد، عبْر البريد الإلكتروني Harry Bard, Via Email
لا يوجد في الواقع أيُّ خطأ في السعي إلى بذل قصارى جهدك؛ يشير علماء النفس إلى هذا باسم ”الكمال الصحي“ Healthy perfectionism وهو مرتبط بنتائج إيجابية مختلفة في الحياة. ولكنّ هناك أيضاً جانباً قاتماً للكمال، وهو عندما تشعر بالثقل بسبب الضغط المستمر لبلوغ معايير مستحيلة، ربما كوسيلة للتعامل مع مشاعر الخجل أو عدم الكفاءة أو التقصير.
السمة المشتركة لهذا الشكل من الكمال غير الصحي هي أنك تحاول تلبية توقعات الآخرين، لإثبات قيمتك. إذا كنتَ تعاني الكمال غير الصحي، فمن المرجح أنك تشعر بأنك تخشى الفشل باستمرار. وعندما تشعر بأنك فشلت، تبدأ على الفور في عملية إلقاء اللوم على نفسك. ربما لديك صوت داخلي ناقد يوبخك ويقول إن الفشل دليل على أنك لست جيداً بما فيه الكفاية.
هناك خطوات مختلفة يمكنك اتخاذها للتخلص من طريقة التفكير الضارة هذه. أولاً، من المهم أن تدرك أن قيمتك الذاتية لا تعتمد على أدائك. أنت محبوب لذاتك، وإذا كان من الصعب عليك تصديق ذلك، فقد يكون من المفيد الحصول على الدعم من معالج نفسي.
ثانياً، راجع إذا كانت القواعدُ التي تجبر نفسَك على اتباعها مستحيلةً، مثل ”يجب ألا أرتكب أخطاء أبداً“ أو ”يجب أن أكون الأفضل دائماً“. لا يمكن لأحد أن يصل إلى هذا المستوى من الكمال، لذا تجدُر بك إعادة كتابة هذه القواعد بوعي لتجعلها أكثر عدلاً وواقعية.
ثالثاً، احرِص على أن يكون هدفك عالياً بكل تأكيد، فلا عيب في السعي والطموح، ولكن تشبث بأن يكون ذلك وفقاً لشروطك الخاصة، وليس بهدف إثارة إعجاب شخص آخر أو إثبات جدارتك أمامه.
رابعاً، إذا شعرتَ بأنك قد قصرت، فلا تعتبر ذلك علامة على أنك فاشل أو غير كفء. بدلاً من ذلك، فكِّرْ على نحو بناء فيما يمكنك أن تفعله على نحو مختلف في المرة المقبلة. CJ
ما الموسيقى التي تُسهم في زيادة الإنتاجية؟
حاولت دراسات مختلفة معرفة إن كانت الموسيقى مفيدة في مكان العمل. وهناك على ما يبدو إجماع يشير إلى أنها مفيدة بالفعل، لكن الأمر يعتمد على نوع الوظيفة… ونوع الموسيقى كذلك.
في إحدى الدراسات تراجعت إنتاجية العاملين على الماكينات في شركة لتصنيع الملابس عندما استمعوا إلى موسيقى مريحة، واقترح الباحثون تجربة موسيقى ذات إيقاع أسرع بدلاً من ذلك. وفي دراسة أخرى كان الجراحون الذين أجروا عمليات جراحية وهم يستمعون إلى الموسيقى الكلاسيكية أسرع وأكثر دقة. وفي هذه الحالة، نصح الباحثون بعدم تشغيل الموسيقى ذات الإيقاع السريع أو الصاخبة لأنها قد تشتت الانتباه.
وسواء كنت تخيط حوافَّ الملابس أو قلوب الناس، يقول بعض العلماء إن الموسيقى التي تحتوي على كلمات تؤثر سلباً في تركيز الانتباه على مهام العمل. ولكن إذا كان الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية الخالية من الكلمات يزعجك، فمن المحتمل أن إنتاجيتك لن تكون مرتفعة، لذا فإن الأمر يعتمد على ذوقك أيضاً.
تناول الباحثون كذلك أنواع الشخصية، وأشارت دراسة أُجريت في العام 2021 إلى أن الموسيقى في الخلفية كانت أكثر فائدة لدى المنفتحين منه لدى الانطوائيين لتحسين الإنتاجية في المهام التي تتطلب مهارات حركية دقيقة.
وتشير دراسة أُجريت في العام 2023 إلى وجود رابط بين ”الاستخدام العاطفي“ Emotional use للموسيقى في العمل والأداء، وهذا مُفاده في الأساس أنه إذا تحسنت حالتك المزاجية، فسوف يتحسن أداؤك في العمل أيضاً. إذن، إلى حد ما، قد يكون من الأفضل لك تشغيل الموسيقى التي تجعلك سعيداً. ولكن المثير للاهتمام أن الدراسة نفسها التي شملت 244 شخصاً استمعوا إلى الموسيقى في أثناء العمل لم تجد أي فائدة عند استخدام الموسيقى من أجل التأثيرات المعرفية (التفكير) أو تشغيلها فقط في الخلفية.